20/12/1945
إلى الرفيق الساهر أمين الأشقر
وكيل منفّذ منفذية الشاطىء الذهبي
أفريقيا الغربية
أيها الرفيق العزيز،
تسلمت كتابك المؤرخ في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وكان وروده في الوقت الذي وصل فيه كتاب ناموس المنفذية الرفيق رفيق الحلبي في 24 أكتوبر/تشرين الأول الوارد بطريق البرازيل، فكان سروري بالكتابين كبيراً.
إنّ انتهاء الحرب وعودة المواصلات إلى مجاريها يقضيان بنتيجة حتمية: لمّ الشعث وجمع الصفوف وحشد القوى واستئناف الجهاد المنظم. وأهنئكم لأنكم كنتم أول العاملين عبر الحدود لنجدة الحركة في الوطن أيام محنة الحرب، ولأنكم أول العاملين على وصل ما انقطع بسبب تلك الحرب التي ابتسرت الأمور ابتساراً وعرقلت أعمالنا وأوقفت نمونا وعطلت الشيء الكثير من تجهيزاتنا.
إنّ حادث تفتيش بيتك وبيت الرفيق ناموس المنفذية لهو من حوادث هذه الحركة وسيرة أعمالها، وهو من جملة الشهادات بقوة معنوياتها ومتانة أخلاق رجالها. فلا تنسَ أن يصير تدوين هذا الحادث في تقرير أعمال منفذيتكم الذي يجب أن ترفعوه إلى المجلس الأعلى الذي طلبه منكم، وأن تقدّموا نسخة منه إليّ. ويجب أن يشتمل التقرير على كيفية طلب الخائن خالد أديب مساعدة مالية من المنفذية، ونسخة من كتابه الذي يطلب فيه ذلك الطلب.
وبهذه المناسبة أخبرك ليكون معلوماً عندك وعند الرفقاء في الشاطىء الذهبي أنّ المال الذي تسلّمه خالد أديب منكم، بدون معرفتي، ادّعى أنه تسلّمه من أخيه في الشاطىء الذهبي، وأنه تناول هذه المساعدة من بيته لينفق على الزعيم! والتقارير المتوفرة وتيقني بنفسي ثابت أنّ المذكور أنفق المال بتبذير كثير في التياتر والكباريهات ومنادمة الراقصات خائناً بيمينه وعابثاً بإيمان القوميين الاجتماعيين وحسن طويتهم. إنه كان دجالاً ومنافقاً. وبعد طرده من الحزب التحق «بنصّاب» يعرفه الرفيق أسد [الأشقر] اسمه روفائيل لحود واتفق معه على تسخير الضمير لمصلحة لجنة ديغول الفرنسي وقبض لحود مالاً من اللجنة أعطى خالداً منه كمية ليقوم برحلة في داخلية الأرجنتين لبثّ الدعوة إلى «مؤتمر وطني» للمطالبة «بالاستقلال» تحت عبودية الديغوليين. فأخذ خالد المال وأنفقه ولم يسافر إلى الداخلية لعجزه عن الاتصالات اللازمة فنشر روفائيل لحود في جريدة الزمان تشهيراً بخالد أديب وأعلن ابتلاعه المال وقطع علاقته به.
إذا تقرر أن أعود قريباً إلى الوطن فأحب أن أعرّج على الشاطىء الذهبي لأعرف الرفقاء الأمناء الذين عززوا القومية عبر الحدود، وكانوا عوناً لقضيتنا القومية الاجتماعية المقدسة وحرباً على أعدائها. ولكن أمر عودتي إلى الوطن يتوقف على بحث هذه النقطة مع المجلس الأعلى وعلى التقارير التي ستردني من المجلس موضحة الحالة الراهنة هناك. وفي كتاب إلى الرفيق الناموس رفيق الحلبي تلميح إلى بعض القضايا المتعلقة بالزعامة ومركزها في الحركة.
إذا كانت الدوائر الإنكليزية قد سجلت لسعاده خطاباً في البرازيل ندّد فيه بأعمال الديمقراطية وحمل على الحكومة الإنكليزية فيجب أن نشك كثيراً في مقدرة الاستخبارات الإنكليزية على اسقصاء حقائق الأمور. وبعد فهذا شأن لا يجد خطورة عندي. مع ذلك فمسألة زيارتي الشاطىء الذهبي تتوقف على تقرير العودة إلى الوطن على المخابرات والاستعدادات التمهيدية لهذه الزيارة، والأمور مرهونة بأوقاتها.
كتابك وكتاب الرفيق الحلبي وصلا منذ نحو عشرة أيام، وبعد وصولهما بنحو ثلاثة أيام سافرت زوجتي إلى بوينس آيرس لتقضي أيام الحر مع أمها في مصيف بحري يدعى «ماردي لا فلاته»، وعلى أثر سفرها أصبت بعدوى من طعام أو فاكهة سببت لي حمى عدة أيام وعقب ذلك ضعف الجسد الذي لم يعد إلى سابق عهده، وحتى الآن لا أزال محمياً عن اللحم وأتناول الأدوية المقاومة لفعل الجراثيم التي دخلت الأمعاء. فلم أتمكن من الكتابة في الحال كما كنت أود.
بلّغوا المجلس الأعلى اتصالكم بي وعنواني. وإذا استحسن المجلس الأعلى أن يستر مخابرته لي بعنوان غير اسمي فيمكنه أن يكتب باسم زوجتي:
Julieta Elmir
Junin 300
Tucuman Rep. Argentina
أو باسم ابن حمي:
Jorge Elmir
Paraguay 402
Buenos Aires
Rep. Argentina
وليرسلوا إليّ جميع النشرات التي تصدر في الوطن من دوائر الحزب وجميع المنشورات التي يهمّني الوقوف عليها.
أكرر هنا شكري لرفقاء الشاطىء الذهبي على عملهم القومي الصحيح ومساعدتهم للحركة في الوطن الدالة على حسن إدراكهم ورؤيتهم.
إنّ عملنا يجب أن يستمر لأنّ إيماننا حقيقي ولأن قضيتنا حق.
أرجو لكم جميعاً التوفيق في مساعيكم القومية وأعمالكم الخصوصية.
سلامي القومي لكم... ولتحيى سورية .