07/1/1946
أيها الرفيق العزيز،
تسلمت كتابك وكتاب الرفيق يعقوب (ناصيف) فوجدت فيهما الروحية الجيدة التي عرفتها فيكما وسررت بذلك. واعلم، أيها الرفيق الكريم، أني ما خصصتك مع الرفيق يعقوب بالمعلومات الأخيرة التي أرسلتها إليك من أجل أن أحمّلك منّة، بل ليكون لك نصيب في ما تستأهله نفسك الطيبة من الثقة والاهتمام. فلا تظنن، أيها الرفيق، أنّ طيب النفس وحسن السلوك ومتانة المناقب والأخلاق تذهب بين السوريين القوميين، الذين يفهمون تعاليم نهضتهم ويعملون بها، بلا تقدير، كما تذهب في أوساط اللاقوميين، ولا تمدح أحداً لا تستحق خصاله وأخلاقه المديح. ولا تضيع عندنا الأفعال الحسنة.
اليوم تسلمت ربطة الكتب التي حصلتها وأرسلتها إليّ فاستعرضتها ووجدت ناقصاً منها الكتاب الذي أردت أن أعتني بقراءته في الدرجة الأولى، كتاب الرفيق جورج مصروعة الذي عنوانه"“إبن زيكار". هذه الرواية كان أخذها أولاً الرفيق حبيب ثم أخذها منه، على ما أظن، الرفيق يعقوب ثم انتقلت إلى الرفيق منير ديب، وقد تكون انتقلت من عنده إلى رفيق آخر، وإرسال الكتب بدون هذا الكتاب يعني أن هنالك من يريد الاحتفاظ به غصباً عن إرادة الزعيم، وأنه يرى نفسه أحق من الزعيم بقراءته أولاً، وأنه حق ضائع يمكن أن يأخذه من أراد. فهذا التصرف معيب ويكدّرني جدًّا لأن فيه دليل عدم احترام الحق والنظام. فأنا أريد هذا الكتاب أينما كان وأطلب إرساله إليّ على جناح السرعة وأعدّ جميع المنضمين إلى الحزب في خوخوي مسؤولين، أفراداً ومجموعاً، عن هذا الكتاب. ولم أكن أنتظر العبث بالثقة التي وضعتها في قوميي خوخوي إلى هذا الحد. فكائناً من كان الذي احتفظ بالكتاب فليعلم أنه خرق حرمة الشرف والنظام باحتفاظه به من غير إذن خاص ومع معرفته بحاجة الزعيم، الذي هو صاحبه، إليه.
أقدّر كثيراً دعوتك ودعوة الرفيق يعقوب ناصيف إياي إلى التنزه في خوخوي اللطيفة، ولا يبعد أن أتوجه إليها بعد مدة قصيرة لزيارتكم وللنظر في شؤون تجارتي وعلاقاتها بسوق خوخوي.
أرجو أن تكون والعائلة الكريمة بخير. سلامي القومي لك ولها. ولتحيى سورية.