الرفيق نعمان ضو
كوسيته – سان خوان
أيها الرفيق الكريم،
كان تأثير كتابك الأخير فيّ قويًّا جدًّا، وكان أسفي شديداً لعدم تمكّني من القيام بكل ما وددت لو أقدر أن أقوم به في صدد ما ظهر من المدعو معلاّ نحوك.
جاء كتابك وأنا في ترتيب دفتر المستخدمين. وعندي مفتشون من قِبل نظارة العمل والاحتياط الاجتماعي. ثم كان أنّ مستخدمة في محلي تركت العمل لأنها أحست أني سأدعو الشرطة للتدخل في أدلة سوء تصرف وسرقة، ثم ادّعت تجاه إدارة العمل أني طردتها أو صرفتها من الخدمة، ولذلك تريد تعويض الصرف من الخدمة، وادّعت أنّ الورقة التي أمضتها بأنها تستعفي من الخدمة أمضتها مكرهة لا مختارة وغير ذلك.
ثم جاءت أيام مطر بلا انقطاع. وليس حولي من الأعوان أحداً مطلقاً. الرفيق أحمد قلبقجي وقف موقفاً جيداً في حادث الكردي ولكنه، نظراً لضعف تدبيره التجاري ورقّة حالته الاقتصادية. معرّض كثيراً للتأثيرات النفعية. وهذا ما جعلني ألفت نظرك إلى هذه الناحية بمناسبة ما عرضه من المعاملة التجارية معك.
بقيت أتحيّن الفرص إلى أن تمكنت من القيام برحلة على الدراجة إلى سوق التموين حيث يعمل المدعو معلاّ. وأظن أنّ اسمه معلّى معلّى. وهناك التقيت بالسيد أحمد زنزول الذي كان عضواً ثم حايد، وهو صاحب عمل في السوق، فوقفت أحدّثه في مختلف الشؤون وتطرقت إلى ذكر معلّى ففزت بمعلومات قليلة خلاصتها أنّ الرجل متزوج وأنّ حماه في حالة حسنة وأنه هو اشتغل جيداً. قلت لزنزول سمعت أنّ الرجل صار صاحب
أملاك. فقال لماذا لا يكون وقد (...) من زمن غير بعيد وحموه حسن الحال وهو أيضاً اشتغل جيداً. ولم أقدّر أنّ (...) زنزول لأنه أخبرني أنّ معرفته بالرجل قليلة.
(...) يعرفه أحسن ولكني لم أجد مناسباً كشف شيء له. سقت مرة (...) حول الرجل ومع أنّ الاستفهام كان عرضيًّا سأل أحمد: أيوجد شيء (...)؟ فرأيت أنه منتبه أكثر من اللازم وخشيت أن يتصل. بالرجل ويقول له إنّ الزعيم سأل عنك وعن أحوالك وهو يعرف علاقتك بي. فصرفت الكلام إلى مسائل الحزب ثم تركته.
إني، يا رفيقي وصديقي، قد ارتكبت بعض أغلاط مؤخراً، من جملة أسبابها ما وصلت إليه قواي العصبية ولفقد المروءة والرجولة والأخلاق من جميع الذين التفوا حولي في هذا البلد. ولكني اندهشت اندهاشاً كثيرا ًمن تركك حساباً جارياً مع عميل من عملائك يبلغ عشرة آلاف فاس مع أنك تعلم أنه حتى ولا محل تجاري له، لأنّ المحل في سوق التموين ليس محلاًّ تجاريًّا ولأنّ الفاكهة والخضر لا تخزّن طويلاً فهي تصرف بسرعة.
لا أريد أن ألومك ولا فائدة من بحث الماضي فيجب النظر في الحال والمستقبل. إذا أمكنك المجيء إلى توكومان فتعال. ولكي لا يشعر أحد بقدومك تنزل عندي في البيت وتجري تحرياتك وأنا أساعد بكل ما أقدر عليه. ولعل هذا احسن طريقة للعمل.
إذا جئت نتحدث طويلاً في أمور كثيرة. ونستعرض الحالة السياسية أيضاً.
الحزب في لبنان حاز رخصة للعمل علناً، وقد أرسل إليّ الأمين الدكتور فخري معلوف بالبريد الجوي بعض المنشورات والصور الحزبية التي وصلت إليه من الوطن وسيصدر بعضها في العدد القادم من الزوبعة. بعص الصور من الشوف وسيظهر بعضها في الزوبعة.
العنب والتفاح والإجاص والزيتون آنستنا هدياتك منها، وخصوصاً الزيتون الجميل الذي ذكّرنا الشويفات والمعاصر والمناصف والكورة.
نحن بخير والأحوال التجارية أحسن بفضل السياسة التجارية التي خططتها. أما دعوى الكردي فهي نائمة وستنام طويلاً وسيرها لمصلحتي لأنّ الحق والأدلة الوثيقة معي.
جولييت وصفية وأليسّه يشتركْن معي في السلام لك ولعائلتك وفي دعوتك إلى بيتنا. ولتحيى سورية.