إلى نعمان ضو

 19/4/1946


إلى الرفيق نعمان ضو
كوساته، سان خوان، الأرجنتين
تسلمت كتابك الأخير وإرسالية العنب التي تلقيناها بسرور ككل هداياك، وسررت لأنك تفكر بالمجيء إلى توكومان قريباً فإن ذلك يوافق ما يحسن أن أبحثه معك، بناءً على
ما وردني من المعلومات من الوطن، من وجوب الاستعداد للعودة قريباً ويحتمل أن يكون قريباً جدًّا.
أطلب منك كتمان هذه الناحية عن كل أحد، ولا أقول لك الآن أكثر من أن النهضة السورية القومية الاجتماعية تسير الآن بخطواته واسعة، وأنّ المنشورات والمعلومات الرسمية الخاصة التي وردتني مؤخراً تدعو إلى التفاول ومما وردني أنّ خبر اتصال الحزب بالزعيم سرى في الوطن بسرعة وأدى إلى تكهنات كثيرة، وأنّ جرائد بيروت جميعها ارادت استباق الحوادث فأشاعت بمناسبة أول مارس/آذار الماضي أن الزعيم عائد. ونشرت الخبر أياماً متوالية وصار باعة الجرائد يصيحون بأهم أخبار الصحف التي يحملونها: عودة الزعيم أنطون سعاده اليوم.
بناء على الأخبار والمعلومات والرسائل الرسمية صار يجب أن أفكر جديًّا في العودة السريعة إلى الوطن، خصوصاً لأنّ الفوضى الهائلة هناك تهدد بنتائج وخيمة.
والنقطة الهامّة من هذه الناحية هي التخلي من العلاقات التجارية التي تشعبت ونمت وجرّت بطبيعتها مسؤوليات مادية يجب رفعها نهائيًّا وتصفية العمل كله. ولم أكن أتوقع العودة قبل سنة أخرى، ولذلك أقدمت على عقد استيراد كمية ورق كثيرة لصنع الأكياس من أسوج يبلغ ثمنها نحو اثني عشر ألف فاس ومضيت العقد من أيام قليلة. فإذا تأخر سفري تسعة أشهر يكون الورق قد جاء وبعت معظمه، ولكن إذا اقتضت الحال أن أسافر سريعاً وجب السعي من عدة وجوه للتخلص من هذه المسؤولية.
سلام جولييت وصفية وأليسار لك وللعائلة. ولتحيى سورية.

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.