إلى نعمان ضو

28/5/1946
إلى الرفيق نعمان ضو
كوساته - سان خوان


أيها الرفيق العزيز،
تسلمت كتابك الأخير ثم وردت إرساليتك الحاملة هدية الزبيب والخوخ المجفف مع تنكة الزيت التي كنت سألتك إرسالها، فكان تقديرنا وشكرنا متزايدين.
في كتابك وعد بالمجيء إلى توكومان، وقد توقعت أن تكون زيارتك في وقت قريب، وظننت أنه يمكن أن تحدث قبل تاريخ هذا الكتاب، فيا ليت تتم هذه الزيارة في أقرب وقت لأنّ الأمور تسير بسرعة.
‎ ‏ كان الرفيق ناموس منفذية الشاطىء الذهبي قد سألني هل أحتاج إلى مال، وأجبته‎ ‏أني لست محتاج بنفسي لشيء لأنّ تجارتي حسنة وتقوم بما يلزم، ولكن في حالة الحاجة إلى حركة حزبية ونفقات أو تخلص من التجارة قد يلزم المال وحينئذٍ يمكن تنفيذ اقتراح إيصال المال إليّ بواسطة معاملة: أن يدفع الحزب في الوطن مبلغاً ماليًّا لأهل المهاجرين لقاء مبلغ أتسلمه أانا هنا. وقلت إنّ الوحيد الذي قد يمكن تتميم هذه العملية بواسطته هو الرفيق نعمان ضو. وقد وردني من الوطن كتاب يسألونني فيه عن عائلة الرفيق وأين إقامتها في الوطن، فأخبرتهم.
والآن أرى أنه يمكن مخابرة الرفيق سعيد جرجس (سمعان) في خوخوي لهذه الغاية أيضاً.
اليوم وصلتني بطريق أميركانية الأعداد الأولى من جريدة الحزب صدى النهضة التي صدرت في بيروت، وفي أحد أعدادها صورة للزعيم وكلمة عن قرب عودته إلى الوطن. كذلك تسلمت من بوينس ايرس أعداد صحف واردة من بيروت منها أعداد جريدة الاتحاد اللبناني والشمس وغيرها، وفيها جميعها ذكر لقرب عودة زعيم الحزب القومي واستعداد الحزب لاستقباله. تسلمت خبراً رسميًّا من المركز أنّ وفداً حزبيًّا قدّم مذكرة إلى الحكومة‎ ‏اللبنانية يسألها فيها إصدار جواز سفر للزعيم ليتنقل حيث يشاء وليعود إلى الوطن، وأتوقع أن أتسلم نتيجة المساعي في مدة قصيرة فإذا كانت موافقة كان لا بد من الإسراع في تصفية الأعمال التجارية والعودة في مدة 3 – 6 أشهر.
وقد كتبت إلى عدد من الرفقاء في البرازيل في احتمال عودة الزعيم وحضضتهم على العودة أيضاً، ويمكن أن يعود بعضهم وسأخابر جهات أخرى في هذا الأمر.
الزوبعة ستعود إلى الصدور قريباً، فقد أرسلت المواد إلى بوينس ايرس لتطبع في مطبعة "السلام" ويمكن أن يصدر العدد الجديد في مدة عشرة أو خمسة عشر يوماً.
أحب أن أعرف هل يمكن مجيئك قريباً، ومتى؟ إنّ التصفية ستكون صعبة إذا لم يوجد شارٍ، وإني أنتظر معرفة نتيجة المساعي في الوطني لأتبدئ التصفية بجد وبصورة علنية.
يظهر أنّ الموقف السياسي في الوطن يقتضي عودتي السريعة. وقد تكررت كتابات المركز وعدد من الرفقاء في هذا الصدد. ومما قرأته في الصحف اسنتتجت كما كنت أتصور أنّ الحالة السياسية في فوضى خطرة، وأنّ الشعب ينتظر الفرج وحصول إدارة سياسية متينة وذات ثقة، وهو يلتفت إلى الحزب القومي الاجتماعي متوقعاً منه الإنقاذ.
كنت منهمكاً المدة الأخيرة، عدا عن أعمالي التجارية، في مراسلات طويلة مع جهات متعددة. والآن أكتب إليك باختصار على أمل المحادثة طويلاً عند اللقاء.
من أيام قليلة التقيت بالسيد شكري مقصود فشكا لي أمر حساب قديم معك وسند أو حوالة لشخص مكفولة منك، الخ. وإنه يتأسف لاضطراره للاحتجاج على عدم دفع الكمبيالة ولأخذ المسألة من الوجهة القانونية، الخ. فكلمته معللاً القضية على ما بدا لي، فبقي في موقفه من الكلام فلم أزد. لا يهمك أمره وعامل موضوعه بالصفة التي تراها عدلاً ولا يؤخرك ذلك القدوم.
أرجو أن تكون والعائلة بخير. جولييت وصفية واليسار يشتركن معي في إهدائكم جميعاً السلام، ولتحيى سورية.

 

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.