7/7/1946
إلى الرفيق نعمان ضو
كوساته – سان خوان
الأرجنتين
أيها الرفيق العزيز،
وصل إليّ كتابك المؤرخ في 3 يونيو/حزيران الماضي وأنا في بوينس ايرس، إذ سافرت إليها في أ ول ذلك الشهر وتسلمت كتابك الثاني المؤرخ في 20 منه في توكومان.
فيما يختص بإرسال مال من مواطنين إلى أهلهم في الوطن بواسطة الحزب السوري القومي وبالطريقة التي ذكرتها لك لا أرى العمل به الآن، لأني لا أريد أن أتسلم أموالاً استعملها شخصياً وأكلّف بعض فروع الحزب تسديدها. فإني كنت ذكرت للرفيق ناموس منفذية الشاطئ الذهبي (رفيق الحلبي) عدم حاجتي شخصيًّا إلى مال. وسوف لا أعمد إلى تناول مال بالطريقة المذكورة إلا بعد تصفية أعمالي التجارية، حين يردني الخبر الذي أنتظره، وظهور الحاجة إلى مال، إما لتسديد ما قد يحصل من خسائر بسبب التصفية لإرجاع المال المقترض من ابن حمي إليه، وإما للقيام بنفقات تتعلق بالسفر وأخذ الأهبة له. وفي غير هذه الحالة لن أقبل بتسلّم أموال من فروع حزبية أرى أنه يجب أن تذهب إلى خزانة الحزب للقيام بمتطلبات الجهاد القومي الاجتماعي.
وفيما يختص بالاهتمام ببيع خمور وبصل وغيرها من المحاصيل لم أجد متسعاً من الوقت لذلك، فقد كثرت أشغالي في المدة الأخيرة وازدادت الأمور التي تتطلب اهتمامي في نواحي عديدة. فالمحل التجاري وسياسته الحاضرة من جهة، والمخابرة مع مركز الحزب في الوطن ومع الفروع هنا في الأرجنتين وفي أميركانية والمكسيك والبرازيل والشاطئ الذهبي، وكتابة مقالات الزوبعة وغير ذلك من الأعمال العديدة.
صادف وجودي في بونيس ايرس حفلات تسليم الحكم في الجمهورية الفضية إلى الرئيس الجديد ونائبه. وكان قدوم وزير لبنان المفوض في البرازيل (يوسف السودا) سفيراً لتمثيل دولة لبنان في تسليم الحكم محركاً لأوساط النزالة السورية كلها في بونيس ايرس.
وكانت قد سبق وصولي إلى بوينس ايرس ذهاب هيئة منفذية الحزب في عاصمة الأرجنتين للسلام عليه. وعندما عرفوا بسفري اليها خابروا السفير وأخذوا منه وقتاً لمقابلة بيني وبينه فجرت المقابلة يوم الاثنين في 3 من يونيو/حزيران الماضي الساعة السابعة عشرة والنصف تقريباً، واستغرقت نحو ساعة ونصف، وكان بمعيتي المنفّذ العام لبوينس ايرس الرفيق خليل الشيخ والصديق جبرائيل يافث من البرازيل الذي اتفق وجوده هنا لأعماله التجارية.
وقد رد الأستاذ السودا الزيارة لفرع الحزب في دار "الجمعية السورية الثقافية" التابعة له، وستجد وصف ذلك في عدد الزوبعة الذي كنت أتوقع صدوره من زمان، وقد كتبت إلى المنفذية مطالباً بالملاحقة وإنجاز العدد بغاية السرعة. لا يزال عزمي على مباشرة التصفية التجارية في الحال متوقفاً على ورود الخبر الأكيد من الوطن. وحتى الآن لست أدري ما سيكون موقف الحكومة اللبنانية وما وراءها من أمر عودتي، ولا هل يصل إليّ جواز سفر لبنان من هناك رأساً أم يبقى الأمر معلقاً على قدوم سفير لبناني إلى الأرجنتين مزوّد بتعليمات معيّنة، موافقة أو غير موافقة، فيما يختص بمشروع عودتي.
تسلمت أعداداً من جريدة النهضة التي أعاد الحزب إصدارها في بيروت باسم صدى النهضة وفيها أخبار حزبية ووطنية عديدة. وقرأت في أحد أعدادها أنّ الحكومة اللبنانية أعدت المراسيم بتعيين سفراء في الأرجنتين والمكسيك وروسية. وسمعت مؤخراً أنّ جريدة الهدى في أميركانية نشرت خبراً يقول إنّ المعيّن سفيراً للأرجنتين هو خليل تقي الدين.
لا أزال مهتماً بتأمين صدرو الزوبعة ومنتظراً زيارتك. قرينتي تشترك معي بإهدائك والعائلة السلام. ولتحيى سورية.