7/7/1946
أيها الرفيق العزيز،
لم أتمكن من الجواب على كتابك الأخير المؤرخ في 2 أبريل/نيسان الماضي قبل الآن، والسبب كثرة الأعمال في المدة الأخيرة التي زادت بزيادة المواصلات مع الوطن وجهات أخرى، فضلاً عن أعمالي الخصوصية.
حاولت، أيها الرفيق، أن تزيل بكتابك المذكور "كل اشتباه" ظننت أنّ إحدى عبارات كتابي السابق إليك تدل على وجوده عندي فيما يتعلق بالمعلومات التي انتظرت أن تطلعني عليها. والحقيقة أنّ عبارتي الموضحة شرط واجب تقديم المعلومات إلى المراجع الحزبية العليا لم تشتمل على أي اشتباه متعلق بالمعلومات الواردة منك في صدد قضية الرفيق الموقف فخري المعلوف. وهي عبارة تنبيهية ذات صفة عمومية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في جميع المعاملات الحزبية الشخصية لنجعل نظامنا نزيهاً، خالصاً من أمراض النفسية اللاقومية ومثالبها. وإني أوصيك وأوصي جميع العاملين في الحزب السوري القومي الاجتماعي بتحقيق هذه القاعدة في جميع الأعمال والمعاملات القومية الاجتماعية.
معلوماتك الشخصية في قضية الرفيق الموقّف فخري معلوف الواردة في كتابك المذكور هي معلومات هامة ولا شك عندي بصدقها وأمانتك في روايتها. وهي مختصة بموقف شريف في نزاع بين الإيمان السوري القومي الاجتماعي والشك الممزوج بأخلاط دينية ومذهبية. وإني أهنئك بدقة ملاحظاتك وحسن موقفك ضد الشذوذ والتهور اللذين ظهرا من الرفيق الموقّف فخري معلوف الذي آسف كثيراً لانحطاط عقله إلى درك الهوس والحماس لقضايا مذهبية ترجع بالفكر الانساني إلى عقلية القرون الوسطى. وقد استغربت كثيراً انقلابه الظاهر في معلوماتك كعرضة للتحقيق العلني مع الخائن المطرود شارل سعد في صدد دسائسه وتآمره على النظام القومي الاجتماعي. وأستغرب كثيراً كيف أنّ فخري معلوف يورد حادث محاكمة، أو شبه محاكمة، شارل سعد ويستشهد به، وهو حادث لم يحضره فخري معلوف وكان حدوثه قبل انضمام فخري معلوف إلى الحركة السورية القومية الاجتماعية، وانضمام فخري معلوف إلى الحزب لم يجر إلا بعد القبض على الزعيم وأعضاء مجلس العمد الأول وظهور روعة الحزب في الشعب. فبأي دليل أو وثيقة يثبت فخري معلوف رواية سؤال الخائن شارل سعد ذاك السؤال البليد وبأية صفة وفي أي موقف سأله أو وجّهه؟
إنّ انقلاب فخري معلوف إلى هذا الحد حتى أنه أخذ يستعمل مع الزعيم المواربة والرياء، فيكتب إليه مؤكداً ولاءه في الوقت الذي يطعن في شخصيته سرًّا بين الرفقاء الذين كلّفه الزعيم بتعهدهم في العقيدة والنظام، يدل على تزعزع نفسي شديد وتهدم أخلاقي أكيد.
الكتب القومية والمفكرات والصور التي اهتممت بإرسالها إليّ وصلت وكان لها وقعٌ حسن بين الرفقاء هنا. وقد ابتدأت تصلني أعداد النهضة رأساً من بيروت. فيما يختص بتنظيم منفذية أميركانية جرت مخابرة بيني وبين الرفيق غسان تويني ووردني أنّ مكتب عبر الحدود، الذي علم حالة المنفّذ السابق، كلّف الرفيق تويني بتمثيله في أميركانية، وإني أنتظر نتيجة مساعي الرفيق تويني لاتخاذ القرارات النهائية بتشكيل هيئة منفذية قانونية. وبعد غد سأكتب إلى الرفيق تويني في هذا الصدد.
ألاقي صعوبات عديدة لإعادة إصدار الزوبعة، وكلها من الوجهة الطباعية، لأن المطابع السورية كلها هنا هي في أيدي مضادين لنهضتنا. وكنت أتوقع صدور عدد جديد قبل آخر الشهر الماضي ولكن يظهر أنّ مطبعة "السلام" تمطّ العمل وتؤجل التنفيذ، ولا أزال أسعى لحل هذا المشكل ولعلي أتوفق إلى لينتيب لأرجنتيين هنا في توكومان، وأعلّم عاملاً كيفية العمل عليها. وعندي الأمهات ومخزنها وسنرى.
ماكنة كتابة: لا زال الحاجة ماسّة إلى آلة كاتبة بالحرف العربي، بل هي تزداد بسبب عودة الاتصال ونشاط الكتابة والنسخ والمراسلات فلا تهمل متابعة الاستخبار عن إنتاج آلات من هذا النوع. وقد كتبت إلى الرفيق الناهض جورج شاهين، مدير مديرية الإسكندرونة، وذكرت له أمر الآلة الكاتب وأكرر لك ما قلته وهو أنه حين يمكن التوصية على واحدة أو اثنتين للحزب فليوصَ المعمل بأن يجعل الأرقام من الشكل العربي 1، 2، 3، 4 وليس من الشكل الهندي (Arabic Figures).
إذاعتك في أول مارس/آذار الماضي تظهر ثقتك وإيمانك وتشع باليقين والاخلاص، وستصدر في عدد الزوبعة المقبل بعد الذي تحت الطبع الآن، لأن هذا مشحون بأخبار الوطن والحوادث الإذاعية الهامة المستعجلة.
تقبلت وقرينتي بمزيد السرور سلامك وسلام قرينتك التي أرحّب بها إلى متحدنا القومي معززة مكرّمة فيه، مؤكداً لها تقديري لصفات شعبها وبسالته، وقرينتي تشاركني بقولي وبإهدائك وإهدائها السلام القومي وأحسن التمنيات. ولتحيى سورية.