إلى المنفذ العام لمنفذية بوينس ايرس

 16/8/1946


إلى حضرة المنفذ العام لمنفذية
بوينس آيرس


حضره المنفذ العام المحترم،
أخبركم أني تسلمت اليوم كتاباً من رئاسة المجلس الأعلى للحزب وظهر منه أنّ التأخر فى الكتابة إليّ كان ناتجاً عن عده عوامل سياسية وغيرها، وفي هذا الكتاب طلب إسراع الزعيم في العودة لقيادة المعركة المقبلة. هذا الخبر أدلي به إليكم لتتصرفوا به وفاقاً ليمين الوظيفة المنصوص عنها في المادة الرابعة عشرة من دستورنا (راجعوها)، أي بعدم إشاعة هذا الخبر وعدم توكيده لا للرفقاء ولا لغيرهم، ويمكن أن يشترك في الاطلاع عليه
أعضاء هيئة المنفذية فقط على أن يكتموه.
هذه الرسالة التي كنت أنتظر ورودها تحتم عليّ أشياء وتوجب على فروع عبر الحدود أشياء. فما يعنيني هو: 1 - التخلص من تجارتي بسرعة. 2 - نقل عائلتي إلى بوينس آيرس. وما يعني عبر الحدود 1 - مساعدة الزعيم للتخلص من علاقاته التجارية.
2 - تأمين نفقة سفره.
3 - مساعدة الخزانة العامة مساعدة مستمرة فعالة للقيام بمتطلبات الإذاعة في الوطن. وفي هذا الموضوع يجب ان نعلم ان فروع عبر الحدود التي كان ينتظر منها القيام باكبر نصيب من الناحية المالية لم تفعل شيئاً يستحق الذكر باستثناء منفذية الشاطئء الذهبي التي أرسلت نحو ألف ليرة استرلينية (نحو عشرين ألف فاس أرجتنتيني). فإذا كان يجب أن تنتصر حركتنا فلا يعوزها لإحراز النصر غير القوة المالية اللازمة للإذاعة والتدابير.
إنّ سفر الزعيم يحتمل أن يكون في أقرب وقت، أي حالما تتم المعاملات. فيمكن أن يحدث ذلك في أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني القادم إذا تسهلت الأمور من جهة التخلص من التجارة ومن جهة المعاملات، ولذلك يجب الاهتمام بمضاعفة المجهود والمساعي لمركزة فرع الأرجنتين ولحصول النتيجة المالية التي تقرر تحقيقها، ولمّا كان عدد الزوبعة قد صدر يحمل الأخبار الصادقة عن عظمة حركتنا، ولمّا كانت قد وردت أعداد جريدة (صدى) النهضة وغيرها من الوطن حاملة أخباراً مفرحة ومنشطة، فقد أصبح واجباً ضرب الحديد وهو حام، فيجب أن تنشط لجنة التبرعات نشاطاً يوميًّا لبلوغ الأغراض العملية المحسوسة، وإلا فإنّ الوقت يمرّ ويقتل النشاط والهمم.
أكلفكم إطلاع الرفيقة اميليا يونس على الأخبار الأخيرة مع توصيتها بالكتمان. هذا الكتمان لكم ولها لا يعني إنكار احتمال عودة الزعيم إلى الوطن، بل يعني أنه، مع الاعتقاد بإمكان عودة الزعيم، لا يمكن تعيين موعد لعودته وتجاهل معرفة أي شيء حقيقي عن هذه للشؤون.
غداً صباحاً أسافر إلى مدينة خوخوي لزيارة الرفقاء هناك، وقد تكون هذه آخر زيارة لهم وسأطلع النابهين منهم على ما يحسن إطلاعهم عليه من احتمال سفر الزعيم إلى الوطن بسرعة ليفهموا بعض واجباتهم. وأعتقد أنه إذا كانت الرفيقة إميليا يونس ستسافر إلى كوردبة، أو كانت موجودة الآن هناك، فيحسن أن تذهبوا إلى تلك المدينة لبضعة أيام، فإنّ وجودكم شخصيًّا مع معلوماتكم التي تساعدكم على التصرف بالأحاديث تكون له نتيجة محسوسة. لم تجيبوا على سؤالي عن الرفيقة يونس شيئاً فهل نسيتم؟
النتيجة الأولى لورود أعداد (صدى) النهضة من بيروت والزوبعة من بوينس آيرس أن تحركت بعض الأوساط من السوريين التي لم يكن لها سابق اتصال بالحركة القومية الاجتماعية. وقد انضم إلينا أمس الرفيقان طانيوس ليون ديب (رباح) ويوسف إبراهيم الخوري سابا (رباح) وهما متنوران. والدلائل تدل على إمكان حدوث نشاط سوري قومي اجتماعي في هذه المدينة وردّ فعل الحالة السيئة التي أوجدها أصحاب النفاق والرجعية والمآرب الخسيسة. لا أزال أعتقد بوجوب انضمام شقيقكم ميخائيل ولو بصفة سرية، لأنّ اندماجه يعني شيئاً غير تحبيذه. وكذلك بوجوب انضمام السيد تامر وبعض الأشخاص الذين هم من هذا النوع.
ولا أزال أعتقد بوجوب زيارة السيد حسين ماضي برفقة الرفيقة إميليا يونس وطلب تبرّعه وبوجوب إيصال عدد الزوبعة إليه قبل ذلك، ووضع اسمه وعنوانه في لائحة المشتركين والقراء.
يحتمل أن أزور بوينس آيرس في مدة قريبة بعد عودتي من خوخوي ويمكن بعد شهر تقريباً وفي هذه الأثناء أطلب منكم مخابرة السيد فكتور أبي صعب وسؤاله عن المعاملة اللازمة لانتقالي إلى البرازيل وهل هم في القنصلية الفرنسية يعطون Laisser – Passer واسألوا أيضاً في القنصيلة البرازيلية عن المعاملة اللازمة للانتقال إلى البرازيل والبقاء فيها مدة قصيرة بقصد السياحة وزيارة الأصدقاء في الطريق إلى أميركة الشمالية أو إلى أوروبة، ودوّنوا معلوماتكم بكل دقة وأرسلوها إلي.
لن أبقى في خوخوي أكثر من بضعة أيام وأرجّح أن أكون هنا في أواسط الأسبوع القادم.
إقبلوا سلامي القومي. ولتحيى سورية.

المزيد في هذا القسم: « إلى إملي حلبي إلى نعمان ضو »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.