إلى غسان تويني

13/9/1946
إلى الرفيق غسان تويني
منفذية أميركانية – بوسطن - أميركانية


أيها الرفيق العزيز،
تسلّمت كتابك الأخير المؤرخ في 6 سبتمبر/أيلول الحاضر الذي هو جواب كتابي إليك المؤرخ في 26 أغسطس/آب الماضي.
سررت كثيراً بتدابيرك الإدارية العملية السريعة لجعل منفذية أميركانية تساهم في مشروع عودة الزعيم وتأييد الحركة في الوطن معنويًّا وماديًّا.
تقول إنك تقدّر أنّ المبلغ الأدنى الذي يرجّح أنّ منفذية أميركانية تتمكن من جمعه بسرعة لتأمين عودة الزعيم إلى الوطن، ينتظر أن لا يجمع كله قبل آخر سبتمبر/أيلول، وأنه يمكنكم اقتراض ما يكمل المبلغ قبل هذا التاريخ. هذا أمر لا حاجة إليه، فأرجّح أنّ سفري لن يحدث قبل أواسط نوفمبر/تشرين الثاني، لأنّ تصفية أعمالي التجارية لا تزال فى بدايتها، وإن نكن تسير بخطوات سريعة. ثم إن المخابرات للحصول على جواز سفري لا تزال في أول عهدها ويجب انتظار النتائج بعد مدة، ويجب أن يحسب حساب للمسائل غير المنتظرة في هذا الشأن.
أما أمر مروري بأميركانية فقد كنت أود كثيراً أن يتسع له الوقت لما أقدّره من الفوائد لمستقبل الحركة السورية القومية الاجتماعية فيها، التي يمكن حصولها من استعراض أعمال المنفذية وبحث بعض قضايا الداخلية وقضايا المغتربين في أميركانية. ولكن قصر الوقت والحاجة السياسية في الوطن ولهجة كتاب حضرة رئيس المجلس الأعلى الموقر كل هذه تقلل احتمال زيارتي في هذا الوقت لمنفذية أميركانية. ولكن يحسن الإذاعة أنه يحتمل أن يزور الزعيم أميركانية قبل ذهابه إلى الوطن، وإنّ المنفذية تلحّ على الزعيم بذلك وتبذل الجهد لتحقيق هذه الفكرة، ويحسن إيصال هذه الإشاعة إلى سفارتي لبنان والشام، وقد يسهل ذلك بواسطة كلمة إخبارية في محطة إذاعة راديو بوسطن، لأنه يحسن جعل حكومتي لبنان والشام تعتقدان أنّ عودتي ليست سريعة، وأنّ ‏‏منهاج تجوّلي في الأميركتين وأفريقية قد يستغرق نحو نصف سنة أما أنا فإني أرسم خطتي مستقلة عن هذه الإشاعات.
كنت أود فقط أن أعلم هل الدكتور شارل مالك يرغب في فعل ما يستطيعه لأحصل على جواز سفر لبناني، وهل يمكنه تأمين ذلك في حالة عدم رغبة الأستاذ يوسف السودا، سفير لبنان فى البرازيل القيام بشيء من هذا القبيل؟ وهل من الضروري. في هذه الحالة، مروري بأميركانية؟ أعتقد أنّ سفير لبنان في واشنطن يقدر أن يطلب إذناً من وزير الخارجية لإمدادي بجواز سفر لبناني يسمح لي بالتنقل حيث أشاء وبالعودة إلى الوطن، وإنّ ذلك يمكن إتمامه بصورة استثنائية في حالة حصول عراقيل من قِبل وزارة لبنان في البرازيل.
ما نشر فى (صدى) النهضة نقلاً عن الزوبعة هو من خطاب لي في أواخر 1943 وليس شيئاً جديداً اليوم إلا للذين لم يقفوا عليه، مع ذلك فقد صدر عدد من الزوبعة في أوائل الشهر الماضي وأرسلت نسختان منه بالبريد الجوي إلى بيروت ودمشق، وكنت أظن أنّ نسخاً منه قد أرسلت إلى منفذية أميركانية، وسأكتب غداً مستوضحاً عن ذلك، وأشير بوجوب إرسال نسخ إلى عدد من الرفقاء في أميركانية، في العدد المذكور نشر خطاب لي قلته بمناسبة وجودي في بوينس آيرس وردّ وزير لبنان المفوض في البرازيل، الأستاذ السوداء الزيارة لمنفذية بوينس آيرس، حين كان فيها سفيراً فوق العادة لتمثيل حكومة لبنان في حفلة تسلّم الجنرال بيرون رئاسة جمهورية الأرجنتين.
أتمنى لك التوفيق في جولتك خارج بوسطن ونزهة مريحة لأعصابك، وكما قلت في كتابي الماضي، ننصرف الآن إلى العمل بالخطط المرسومة ودرس الإمكانيات الجديدة إلى أن تأذن المقادير باجتماعنا ودرس قضايانا العقائدية والفكرية عن كثب.
سلامي القومي لك وللرفقاء العاملين. ولتحيى سورية.

المزيد في هذا القسم: « إلى نعمة ثاتب إلى يعقوب ناصيف »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.