29/9/1946
أيها الرفيق العزيز،
تسلّمت من بضعة أيام بالبريد الجوي عددين من (صدى) النهضة فيهما وصف مهرجان الحزب في ضهور الشوير في أول سبتمبر/أيلول الحاضر الذي سارت إليه من بيروت خمس مئة سيارة بين كبيرة للشحن وصغيرة، ونص ما تلي فيه من خطب، ورسالة الزعيم التي أرسلت خصيصاً بالبريد الجوي لتتلى في هذا الاجتماع الكبير وكنت أود أن أرسل العددين إليك لتطّلع عليهما مع الرفقاء قبل إرسالهما إلى الزوبعة لتنقلا إليها، ولكنهما الآن مع أحد الرفقاء هنا الذي أوصلهما إلى أحد التجار الأدباء الذي أصبح يبدي تحبيذاً أو تقرباً إلى نهضتنا.
نشطت دعوة الحزب مؤخراً في توكومان وقد انضم إلينا حتى الآن خمسة من المواطنين الشبان هما مطانس ليون ديب، ويوسف إبراهيم سابا، مطانيوس موسى عساف (جميعهم من رباح) دعاس مطانيوس ديب (من حلاقين، مصياف) ومحمد نبيه قريدس (طرابلس).
أعلنت عن عرض محلي للبيع وتقدّم عدد من الراغبين. واليوم أكد لي أحدهم، وهو إسباني، عزمه على الشراء وسنبدأ من الغد الاتصال بمحلات بوينس ايرس للحصول على مواقفهم ولطلب فتح حساب جارٍ لخلفي. وأمس زارني في هذا الصدد السيد جميل مسّوح الذي كان خابرني سابقاً ويظهر أنه يريد الشراء ولكنه لم يكن متمكناً من الرأسمال الكافي. واليوم زارني المواطن السيد شكرالله عويل من لاكطشه وكان أبدى رغبته في الشراء، ولكنه كان يبحث عن قريب أو صديق يشق به ليكون شريكه لأنه لا يريد تصفية محله فى لاكطشه في الحال. وكان يتنظر جواباً موافقاً منا خالٍ له في كورديه فجاءه جواب مخالف لانّ خاله صاحب ديون تبلغ خمسة عشر ألف فاس لا يمكنه التخلي عنها. وأخبرني أنه يفكر في الاشتراك معك فيما لو كنت ترغب في ذلك والانتقال إلى توكومان لتتسلم المحل وتقوم عليه ويكون المحل شركة. هو يريد وضع عشرين ألف فاس رأسمالاً يمكن أن تضيف إليها المبلغ الذي تريده أو تتمكن من وضعه. قال لي إنه سيكتب إليك في هذا الصدد غداً وسألني أن أكتب إليك فى هذا الأمر.
بات من المرجح كل الترجيح أن يشتري المحل الشخص الأجنبي الذي ذكرته فوق، ولكن قد يحدث ما ليس فى الحسبان. فإذا كنت ترغب في هذا العمل ويمكنك التخلص من الشراكة في خوخوي بسرعة فيمكنك إعلان عزمك لي وللسيد عويل حتى إذا لم يتم نقل المحل إلى الشخص المذكور تتمكنان من أخذه أنتما. ولولا رغبتي في سرعة البيع لحاجتي إلى السفر السريع لكنت أؤجل السعي مع الشخص الأجنبي المذكور إلى أن أحصل على جواب نهائي منك لأني أفضّل، طبعاً، أن يكون لك أنت نصيب في أخذ هذا
المحل الذي له زبائن تنمو، وأعتقد أنّ له مستقبلاً تجاريًّا حسناً في هذه المنطقة.
سلامي القومى لك وللرفيقة قريتنك وأهل بيتك تشترك فيه قرينتي، وسلامي القومي إلى جميع الرفقاء عندكم. ولتحيى سورية.