13/12/1946
إلى الرفيق جرجي الددّه
ري دي جانيرو، البرازيل
أيها الرفيق العزيز،
تسلمت، وأنا بعد في التوكومان وفي إبّان عمل تصفية أعمالي فيها، كتابك المؤرخ في 10/سبتمبر/أيلول الماضي وقد اقتصرت في المدة المذكورة، في الكتابة على الضروري الملحّ لكي لا تمتد التصفية إلى وقت أطول مما يلزم.
يظهر أنه لم يصل إليك العدد 85 من الزوبعة وإلا لكنت عرض منه ما هو التأويل الصحيح للمظاهر السياسية الجديدة في هذا الطور الجديد من أطوار سياسة الحزب الواحدة. إنّ ما حدث في لبنان بعد الحوادث بعد الأخيرة وانتهاء عهد الاحتلال العسكري الفرنسي أنّ الدول اعترفت باستقلال لبنان وكيانه السياسي فرأى الحزب وضع بعض خططه المقررة من قبل موضع التنفيذ، أي العمل ضمن الأوضاع السياسية الحاضرة للوصول إلى الغاية الأخيرة من عقيدته. وبناءً على أن الأستاذ بشارة الخوري وجماعته وصلوا إلى الحكم بتأييد الحزب جرى تفاهم جديد بين الحزب والحكومة على ان يتقدم الحزب ببرنامج سياسي لعمله ضمن "الدولة اللبنانية" يصح أن يكون قاعدة لإعطائه رخصة رسمية بالعمل السياسي الحر. ولمّا كان من مكملات ذلك أن لا يظهر الحزب بمظهر متحدٍّ "للدولة" التي تعترف حكومتها به وبعمله، فقد اقتصر الحزب على التسمية المختصرة "الحزب القومي"، باعتبار أن قوميته معروفة لا شك فيها. والحزب في لبنان يعمل ضمن الكيان اللبناني ويتجه الآن نحو تسلّم مقاليد الحكم في هذه المنطقة وهو سيشترك في الانتخابات المقبلة التي ستجري سنة 1947. ويجب على فروع المهجر تأييد حركته هذه وإمداده بالمال والأسباب الممكنة حسب ما يطلب (أنظر لائحة مطاليب الحزب الموزعة على الفروع).
يترجّح ان أسافر عائداً إلى الوطن قبل أواسط يناير/كانون الثاني المقبل وسأحاول التعريج على سان باولو لمدة 15 يوماً أو أسبوع إذا أمكن. والطيارة ستمر بريو دي جانيرو
في كل حال وسأبرق إلى سان باولو وقد أبرق إليك وإلى طنوس أيضاً فكونوا على اتصال بعضكم ببعض دائماً وليصحب أعمالكم التوفيق. واقبل سلامي القومي ولتحيى سورية.
ملاحظة: المعلومات عن السفر تبقى بين المسؤولين، أي موعده وترتيبه.
ولتحيى سورية.