سان باولو، البرازيل، 9/2/1947
إلى الرفيق المجاهد رفيق الحلبي
كوماسي، الشاطئ الذهبي
أيها الرفيق العزيز،
أكتب إليك هذه السطور من سان باولو، البرازيل التي قدمتها في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني الماضي بالطيارة من بوينس ايرس.
تسلمت كتبك السابقة والخير منها قبل مغادرتي بوينس آيرس ببضعة أيام وهو الذي يحمل صور حفلة عيد استقلال لبنان. ولم أتمكن من الكتابة جواباً عليها لضيق الوقت وكثرة الأشغال قبل السفر.
قدمت سان باولو، البرازيل بجواز سفر فرنسي موقت، لأرى هل أتمكن من نوال جواز سفر لبناني من الممثلين اللبنانيين في هذه البلاد ولأكسب وقتاً بزيارة الفرع القومي الاجتماعي هنا قبل وصول سفير لبنان إلى الأرجنتين، الأستاذ جبران التويني، حتى إذا لم يمكن تحصيل الجواز اللبناني بطريقة من الطرق أكون قضيت الأعمال الضرورية التي يترتب عليها نشاط العمل القومي الاجتماعي ومتانة تنظيم الفرع هنا وتحريك النزالة السورية كلها بفعل التعاليم القومية الاجتماعية. كان الممثلون اللبنانيون يمانعون كلهم في إعطائي جواز سفر لبناني مختلقين أعذاراً متعددة ومقترحين مخابرة وزارة الخارجية بواسطة السفير في ريو دي جانيرو الأستاذ يوسف السودا، الذي أظهر تعصباً شديداً وعداوة صريحة لعودة الزعيم إلى الوطن. ولكن الحركة القومية الاجتماعية قد تمكنت، بدقة نظامها وحيوية أعضاء منفّذية سان باولو وسرعة تنفيذهم الأوامر، من تذليل جميع المعاكسات واجتياز جميع الصعوبات والعراقيل في هذا السبيل.
سيكون سفري طيراناً بخط شركة (البانير) الأميركانية من سان باولو يوم الخميس في 13 فبراير/شباط الحاضر ومن ريو دي جانيرو في 15 منه، فأصل باريس في 16 وأطير منها في صباح اليوم التالي إلى القاهرة فأبلغها عصارى اليوم عينه في 17 فبراير، فأبقى في القاهرة حتى اليوم المعيّن لانتقالي إلى بيروت. وسأرسل رسالة إلى منفذية الشاطئ الذهبي في أول فرصة من القاهرة أو الوطن. إهتموا بمساعدة الحركة ماديًّا ومعنويًّا في مجهود معركة الانتخابات المقبلة. ولتحيى سورية.
إلى مدير مديرية خوخوي
سان باولو، البرازيل، 13/2/1947
حضرة المدير المحترم،
أرسل إليكم سلامي القومي و إلى جميع الرفقاء في مديريتكم.
بعد بضع ساعات أركب الطيارة التي تقلني إلى ريو دي جانيرو ومنها أطير يوم السبت الواقع في 15 فبراير/شباط الحاضر متابعاً رحلتي في طريق الوطن.
كتابك الأخير الذي تسلمته قبل مغادرتي الأرجنتين كان سارًّا لي بأخباره.
الحركة القومية الاجتماعية هنا، في البرازيل عامة وفي سان باولو ستصبح مركز النشاط السوري القومي الاجتماعي في كل أميركة الجنوبية.
قد قررت جعل منفذية بوينس آيرس منفذية عامة لجميع الأرجنتين وإبقاء الرفيق المجاهد خليل الشيخ منفّذاً عامًّا لها، مع إعادة تشكيل هيئة المنفذين والقرارات الرسمية المختصة ستصدر قريباً
أوصيكم بالسعي الدائم واليقظة المستمرة من أجل انتصار قضيتنا. ولتحيى سورية.