فندق شبرد Shaphard القاهرة، 20/2/1947
إلى الرفيق وليم بحليس
سان باولو – البرازيل
أيها الرفيق العزيز،
وصلت القاهرة صباح الثلاثاء الماضي في 18 فبراير/شباط الحاضر، بدلاً من الإثنين في 17 منه كما كان معيّناً.
الحكاية شائقة: الطيارة التي طارب من البرازيل أخذت تتأخر في طيرانها صباح الأحد، بعد مغادرة دكار، والريّان عزا تأخرها إلى الرياح المعاكسة وسواء أكان هذا صحيحاً أو غير صحيح فقد ظهر بعد بلوغ مطار لشبونة أن محركات الطيارة أصبحت في حالة تحتاج إلى إصلاح كثير. وقد أخبرتك في كتابي السابق الذي كتبته ليل الأحد من أسطوريل قرب لشبونة أن الطيارة بقيت في مطار لشبونة لأن الربّان الجديد لم يجدها في حالة صالحة للقيام بالرحلة إلى باريس. في صباح اليوم التالي هرعنا إلى المطار وقبل ركوب الطيارة ذهبت إلى مكتب شركة "عبر العالم" في المطار التي هي الشركة التي يجب أن تقلّني طيارتها من باريس إلى القاهرة وطلبت من أحد المستخدمين الذي كان حاضراً باكراً أن يخابر باريس ليعرف هل الطيارة المحجوز لي مكان فيها متأخرة أم هي تصعد في ذاك الصباح عينه فأتاه الجواب في مدة نحو 10 دقائق أنّ الطيارة ترتفع الساعة التاسعة أي قبل وصولنا إلى باريس بنحو ساعتين أو أكثر فسألته هل يمكن أخذ الطيارة المتأخرة التي تمرّ عند ظهر ذاك اليوم عينه بلشبونة فأجرى مخابرة تلفونية مع أحد موظفي المكتب في لشبونة في بيته (كانت الساعة نحو 6.30 صباحاً) فرجّح الموظف إمكان ذلك ولكنه لا يضمن شيئاً إلا في المكتب بعد رؤيته لوائح الركاب. ولمّا لم أكن واثقً من مقعد في هذه الطيارة فضّلت متابعة الرحلة إلى باريس حيث يمكن أخذ إحدى الطائرات الفرنسية إذا لم يوجد غيرها. فركبت الطيارة التي ارتفعت نحو الساعة 7.30 وسارت في اتجاه باريس مدة ساعة ثم ارتدّت على عقبها وعادت إلى المطار لأنّ الربّان لم يكن راضياً عن حالة أحد المحركات. فبلغت المطار بعد الساعة التاسعة فذهبت توًّا إلى مكتب شركة "عبر العالم" وراجعت المستخدمين الذين خابروا مكتب لشبونة المركزي وأكدوا لي وجود مقعد في الطيارة القادمة عند الظهر، فحوّلت المعاملة إلى هذه الطيارة التي وصلت نحو الساعة 13.30 وارتفعت نحو الساعة 15.30 متجهة إلى مدريد، ومنها طارت إلى الجزائر ومن الجزائر إلى تونس ومن تونس إلى طرابلس الغرب ومن طرابلس الغرب إلى القاهرة فبلغتها نحو الساعة التاسعة صباحاً بعد تقديم الوقت ساعتين.
لم يكن أحد في المطار لأنهم لم يعرفوا في أية طيارة أنا قادم. ولأنّ الشركة الأميركانية لها مطار خاص ولم يكن متوقعاً إلا أن يكون سفري من باريس مع أني كلّفت الشركة الإبراق إلى مكتبها في القاهرة لإخبار من يسأل. وخرجت من المطار نحو الساعة 10 وكنت في المدينة نحو الساعة 11 حيث التقيت بالأمين الجزيل الاحترام نعمة ثابت والرفيق أسد الأشقر.
سيكون وصولي إلى ييروت صباح السبت في أول مارس/آذار.
هذا الصباح وأنا أبحث في الأوراق التي معي وجدت غلافاً باسمي تذكرت أنّ الرفيق إبراهيم مهيب طنوس سلّمه إليّ قبل مغادرته سان باولو ونسيت أمره ففتحته ووجدت فيه كلمة ومعها صك أو تحويل ليقبض في سان باولو مبلغه، ثلاثة آلاف كروزيرو وإني أحوّله إليك ليجري قبضه وتحويله إلى عملة أميركانية أو إنكليزية وإرساله إليّ فيما بعد.
أرجو أن تجري الأمور الآن في سان باولو وبقية البرازيل كما يجب.
سلامي القومي لك ولعائلتك الكريمة وللرفقاء الأعزاء وعائلاتهم وللأصدقاء.
ولتحيى سورية