9/10/1948
إلى حضرة عميد المالية
الرفيق عبدالله محسن
حضرة العميد المحترم،
الأن وقد مضت سنة ونيف على تكليفي إياكم تقديم وقائع جلسات المجلس الأعلى المنحلّ الذي كنتم ناموسه دون أن تقوموا لأسباب غير واضحة أو غير مقبولة، بانجاز هذا الأمر فقد رأيت أن أوجه إليكم هذا الكتاب المشتمل على النقاط التالية:
إنّ تقصيركم في تقديم وقائع جلسات المجلس الأعلى في مدة تتجاوز السنة هو تقصير فاضح ويدل على روحية لا صراعية متراخية. وإذا أضفنا إلى هذا التقصير إخلافكم الوعد أكثر من مرة بتقديم الوقائع المطلوبة ناجزة في مدة محدودة وصلنا إلى نتيجة مسيئة ومحزنة لمفهومكم للنظامية القومية الاجتماعية ولدقة الأعمال في دوائر الحزب العليا.
كان آخر وعد منكم بتقديم وقائع جلسات المجلس الأعلى ناجزة في مدة 15 يوماً من نحو أربعة أو خمسة أشهر و إلى الآن لم تقدموا الوقائع المذكورة. إنّ أعمالكم المكتبية تنتهي كل يوم ساعة إقفال المركز مساء وأعمالكم المكتبية هي كل الأعمال التي تقومون بها بصفتكم عميداً للمالية مهملين أعمالاً أخرى هي من واجبات العميد كمعالجة القضايا في المناطق وتفقّد شؤونها والمساهمة في النشاط الحزبي العام. فالوقت الباقي بعد إقفال المكتب تصرفونه غالباً في سمر وكثيراً ما يكون ذلك مع اشخاص معابين في عقائدهم وسلوكهم كالسيد ممتاز الخطيب أو مع بعض الأصدقاء الأخصاء. بينما وقائع جلسات المجلس الأعلى تنام هي غرفتكم وبينما الفاعلية القومية الاجتماعية في مديريات بيروت تدعو جميع المسؤولين والرفقاء الغيورين للاشتراك في تقويتها. ثم تأتي فرصة آخر الأسبوع التي يقف فيها العمل المكتبي ولا يعوّض عنه عادة بأي قلق أو عمل آخر. أما دروسكم في صف الضباط التي أنقذت بعض هذه الحالة فهي حديثة العهد وأرجو أن تأتي بعض الفوائد.
إنّ جميع تنبيهاتي اللينة ومحاولاتي الشديدة لحملكم على تفقّد المناطق الحزبية حيث تدعو الحاجة الملحّة قد انتهت بالإخفاق والخيبة على الرغم من إيضاحي ضعف الأسياب الخصوصية التي قدمتموها. وهذا يعني أنّ عملكم اتجه اتجاهاً مكتبيًّا (بيروقراطيًّا) محض، فشلّ، بذلك قسم هامّ من وظيفة العميد الإدارية والسياسية وغلبت صفة اللامبالاة على فاعلية الإيمان وضرورة العمل.
بعد كل ذلك تظهر ناحية أخرى من الإهمال في مسائل خطيرة، فقد أخبرني الأمين فريد صباغ أنكم تكتمون عن الزعيم معلومات هامّة عن أحد الرفقاء الذين كانوا يتصلون اتصالاً وثيقاً به أعنى الرفيق وليم سابا، بحجه أنكم لا تريدون أن تتعرضوا شخصيًّا لإثارة قضية تتعلق برفيق صديق أو مشاكل. فاعلموا، يا حضرة العميد، أن إطلاع الزعيم، المسوؤل الأعلى عن القضية والعمل الحزبي، على جميع ما له علاقة بالأعمال الحزبية هو من الواجبات الأولية من شروط الاخلاص للقضية. فكل كتمان لمعلومات يتعلق بالعمل القومي الاجتماعي وبالعاملين القوميين الاجتماعيين هو نوع من التواطؤ الصامت على سلامة الحركة القومية الاجتماعية وتغطية لأفعال سيئة، ونقص نظامي من هذا النوع لا يليق ولا يبرر في أي عضو أو مسؤول صغير فكيف إذا صدر عن مسؤول عالٍ برتبة عميد أو من كان ناموس المجلس الأعلى.
إني أطلب تسليمي وقائع جلسات المجلس الأعلى حالاً، في أية حالة كانت، وأن تطلعوني فوراً على ما تعلمونه عن الرفيق وليم سابا وأشرتم إليه في حديث لكم مع الأمين فريد صباغ، وأن تقدّموا لي بياناً بالرحلات التي ستقومون بها إلى المناطق والبيان المالي الشهري الذي توقف تقديمه من بضعة أشهر.
واقبلوا سلامي القومي ولتحيى سورية.