إلى عميد الداخلية


صدر عن مكتب الزعيم، 7/5/1949

إلى حضرة عميد الداخلية
حضرة العميد المحترم،
كنتم قد أطلعتموني من مدة بضعة أشهر على رغبتكم في إيضاح بعض الأمور الدستورية والنظامية للهيئة الإدارية للفرع النسائي، أي لهيئة المنفذية النسائية العامة في بيروت وإعطاء إيضاحات عامة لهيئات المديريات والأعضاء بصورة عامة. فوافقت على ذلك مع ملاحظتي أنّ الرفيقة المتسلّمة المنفذية العامة مقتدرة في فهم النظامية والمسلكية وتقدر على التوجيه وأنّ أعضاء الهيئة الإدارية لا يحتجن إلا إلى إيضاحات عامة.
الظاهر أنّ موافقتي على طلبكم اعتبرت "جواز دخول". فقد جعلتم الفرع النسائي شغلكم الإداري الرئيسي المباشر عدة أشهر، فأنتم تعقدون اجتماعات لهيئة المنفذية يستمر كل منها عدة ساعات، ثمّ تعقدون اجتماعات أخرى للمسؤولات عموماً، ثم تعقدون اجتماعات لبعض المديريات كل واحدة على حدة، فتكون لكم في أكثر الأحيان نحو ثلاثة اجتماعات أو أربعة اجتماعات في الأسبوع يستغرق كل اجتماع منها عدة ساعات. ولم تقتصر هذه الاجتماعات على أحاديث أو محاضرات في مواضيع دستورية وقانونية، بل تناولت محاسبات إدارية على التغيب وتشديدات في حق بعض الأعضاء حتى صارت الاجتماعات عبارة عن إدارة فعلية منكم للفرع النسائي تتناول جميع التفاصيل الإفرادية.
إنّ كثرة الاجتماعات التي عقدت من قبلكم لهيئات المنفذية النسائية العامة في بيروت واستمرارها أشهراً وعدم ظهور أية دلالة على قرب انقطاعها تخرج هذه الاجتماعات عن الصفة التي أعطيتمونيها حين عرضتم عليّ فكرة إيضاح بعض المسائل الدستورية والقانونية والإدارية للمسؤولات في المنفذية النسائية، فهي قد خرجت عن مبدأ الاقتصار على الإيضاح إلى شغل شاغل يستمر شهوراً بمتابعة منظمة اقتضت إهمال مسؤوليات إدارية هامّة من قبلكم كنتم تهملونها قبل تحويل اهتمامكم إلى الفرع النسائي بعذر وجوب اهتمامكم بدروسكم الحقوقية.
إنّ الشؤون الإدارية النسائية قد عهدت منذ البدء إلى رفيقات مقتدرات ولم تظهر الرفيقات تقصيراً عن الرفقاء في فهم النظام أو في سياسة الفروع، بل أظهرن مقدرة أكثر، خصوصاً في معالجة الشؤون النسائية التي يفهمونها أكثر من الرجال. فتدخّل الرجال في هذه الشؤون مباشرة يعرقل الأعمال ويخلق مشاكل، الحزب في غنى عنها. وقد تسلمت مسؤولية منفذية النساء في بيروت رفيقة تعدّ بين الممتازين في فهم الروحية القومية الاجتماعية وفي المقدرة الإدارية والسياسية، وتوجد إلى جانبها رفيقات لهن مقدرة جيدة في مسائل العمل النسائي، فكان يكفي إعطاؤهن بعض الإرشادات الأولية في جلسة أو جلستين وبعد ذلك تتكفل ممارسة المسؤوليات نفسها والطرق الإدارية المعتادة بإصلاح كل خلل وتقييم كل اعوجاج كما يجري ذلك مع جميع الفروع المؤلفة من رجال. أمّا تولّي جلسات واجتماعات متتابعة عدة أشهر فأمر لا مبرر قانوني أو إداري له.
وأعود إلى تكرار عدم رضاي عن سير كثير من الأعمال المكتبية والإدارية في المركز وأبلغكم ما يلي:
1 ـــ وجوب توقيف اجتماعاتكم واجتماعات أي مسؤول آخر بالفروع النسائية إذا لم يكن مكلفاً من مجلس العمد بعد أخذ رأي إدارة الفرع النسائي وموافقة الزعيم.
2 ــ وجوب دوامكم المكتبي ابتداء من الساعة التاسعة صباحاً إلى الساعة الثالثة عشرة، ومن الساعة الخامسة عشرة إلى الثامنة عشرة، باستثناء خروجكم لبعض المهمات أو قيامكم بجولات مقررة.
وتفضلوا بقبول سلامي القومي الاجتماعي. ولتحيى سورية.
نسخة إلى عميد الداخلية
نسخة إلى مجلس العمد الموقر

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.