إلى رئيس المجلس الأعلى

29/8/1938

خاص برئيس المجلس
حضرة رئيس المجلس الأعلى الموقر،
كتبت إليكم الأسبوع الماضي مطولاً وأعطيت رأيي وتوجيهاتي في الشؤون السياسية الحاضرة بناءً على مطالعة تقريركم الأخير وعلى ما وصل إلي من أخبار الوطن.
في المراسلة: فاتني أن أذكر في الكتاب الماضي مواعيد المراسلة. فهي كما في السابق فالباخرة التي تحمل رسائلي إليكم من هنا تغادر كل أربعاء وتصل بيروت يوم الثلاثاء التالي، وتعود صباح الأربعاء. فيجب عليكم ختم المراسلة إليّ مساء الإثنين وتقديمها بواسطة يوسف [البحمدوني] أو بالطريقة التي يتفق عليها عندكم في اليوم عينه أو صباح الثلاثاء.
ويمكنكم الاستيضاح في بيروت عن آخر موعد لقبول المراسلة الدبلوماسية. وأوصيكم باتخاذ جميع الاحتياطات لكتمان هذه الطريقة بصورة شديدة. وتوضع رسائلي ضمن غلاف باسمي يوضع ضمن غلاف باسم السيد دتشكو.
في البعثة الدراسية: ذكرت في كتابي السابق أني سأدرس مسألة إرسال بعثة من أعضاء الحزب للدراسة. وأقول الآن إني وجدت استعداداً لقبول بعثة كالتي كنت أرغب في إرسالها من قبل. ولا يطلب من أعضاء البعثة أن يقوموا بنفقة غير شؤونهم الخصوصية. أما الدراسة والإقامة فتسوى هنا. لذلك أرى أن يفتتح تحقيق في صدد طلبات الدراسة في الخارج التي وردت إلى المركز قبل سفري.
وقائمة بأصحاب هذه الطلبات وصورة طلباتهم موجودة، كما أرجّح، مع أوراق «المكتب المختص» فيمكن أن تطلب من الرئيس ويمدّد التحقيق إلى قسم كبير من الأعضاء، خصوصاً بين الطلبة وبين الحائزين على البكالوريا أو ما يعادلها.
وأعلم أن بين الأعضاء عدداً رغب في دخول المدرسة الحربية في حمص فإذا كانوا لم يقبلوا فيجب الاتصال بهم وبين هؤلاء عمر ناجي في دمشق.
والبعثة التي يجب أن تجهّز يجب أن تكون من الأعضاء:

1 ـ الذين عرفوا بثبات العقيدة والصمود للصعوبات.
2 ـ المعروفين يإيمانهم وإخلاصهم التام للزعيم ولمبادئ الحزب ونظامه.
3 ـ الفاهمين معنى الحرية والواجب والنظام والقوة.
4 ـ الذين يؤهلهم ذكاؤهم ورصانتهم واهتمامهم للتقدم في تعلّم الفنون الاختصاصية.
5 ـ المستعدين لتحمل مشاق العمل وتكريس حياتهم للجهاد. ومتى تم جمع هؤلاء وتصنيف وجهات دروسهم وأصبحوا على أهبة السفر ينظّمون فرقة نظامية لها رئيس ومعاون وناموس.
وتكون واجبات الرئيس السهر على تصرّف أفراد الفرقة في محل الدراسة وضبط هذا التصرف وفاقاً لمثل الحزب العليا وللنتائج الدراسية التي يجب الوصول إليها وأعطاء تقرير شهري بهذه الأمور.
ويجب أن يجهّز كل عضو من هذه البعثة نفسه ببدلتين من لباس الحزب الرسمي، وتجهّز الفرقة بعلم على الطراز الحديث. وتجتمع الفرقة بنظامها وألبستها وعلمها قبل السفر وتُلقى عليها خطبة عن أهمية البعثة وما ينتظر من أفرادها وواجبات المحافظة على حسن سمعة السوري القومي وشرف العلم واللباس. ومتى تم اختيار أعضاء البعثة ترسل إلي قائمة باسمائهم مع تلخيص لحالتهم وحياتهم الحزبية.
فرع ألمانية: لقد حاولت الاتصال بفرع ألمانية على العنوان المعطى لي، فكتبت من قبرص ثم كتبت من هنا بالبريد الجوي، ولكن لم يردني أي خبر. وقد يكون المدير قد انتقل إلى الوطن أو إلى مكان آخر دون أن يترك في العنوان الأول توجيهاً أو أن يخابر المركز في هذا الصدد.
وأخشى أن يكون قد انتقل إلى الوطن وطلب توجيه رسائلي إليه، فتكون رسائلي إليه قد حولت إلى الوطن، ويرجّح إذ ذاك أن تكون وقعت في أيدي أعداء الحزب والقضية القومية. أطلب إيضاحاً عن هذه المسالة.
جبرائيل مالك: كذلك خابرت جبرائيل مالك إلى مصر ليحوّل إليّ ما يردني على عنوانه، وحتى الآن لم يردني جواب.
سفري: كتبت بالبريد الجوي إلى الأمين خالد أديب وإلى المنفّذ [أسد] الأشقر فيما يختص بميلي إلى اصطحابهما معي باعتبار أنّ الظروف والأحوال السياسية في الوطن قد تستدعي بقاء الأمين [نعمة] ثابت هناك نظراً لصلاته وخبرته السياسية الطويلة واطلاعه على وجهة سياسة الحزب وفاقاً لمواقف الزعيم وتوجيهاته وشروحه.
ولا أعتقد أن يحتمل ورود جواب قبل ثلاثة أسابيع. وفي كل حال يجب على الأمين [معروف] صعب أن يكون مستعداً لأول إشارة. وقد كتبت إليكم فيما يختص بمسالة الترخيص لي بدخول الولايات المتحدة. وقد سألت في القنصلية البرازيلية فوجدت الشروط أسهل. وفي حالة تعذّر الترخيص السريع إلى الولايات المتحدة أرى أن أتوجه إلى البرازيل.
الشعار: أحب أن يرسل إليّ في البريد القادم رسم شعار الزعيم بريشة [مصطفى] فروخ وغيره من الشعائر فقد أتمكن من إيجاد بعض الوسائل لاستحداث ما يلزم بهذا الصدد.
سفري أيضاً: أحب أن أعلم يقيناً ما هو موقف الرفيق [حنين] دير عطاني الذي كان عرض على منفذ دمشق تقديم مائة ليرة إنكليزية لرحلتي ومرافقتي.
الإذاعة الشعبية: تكلمت في رسالتي السابقة على وجوب العناية بالمسائل الملحّة التي يفهمها الشعب أكثر مما يفهم النظريات البعيدة، وأكرر هنا وجوب تحويل وجهة النظر في الإذاعة عن الجدل حول مسائل كالقضية العربية وغيرها إلى الإهتمام بالمسائل السياسية الاقتصادية الجارية ومعالجتها وفاقاً لنظرية الحزب، وإثارة الشعب عن هذه الطريق وإلهاب صدره بالفكرة القومية وحق الشعب في الحياة.
كذلك أكرر توجيه العناية إلى بث عدد من أصحاب العقيدة بين أفراد الجمعيات التقليدية للقيام بتحويل فكر الشباب إلى العقيدة القومية الصحيحة.
سلامي لكم ولأعضاء المجلس الأعلى الموقر وجميع العاملين.
ولتحيى سورية.

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.