إلى عضو اللجنة المفوضة

 26/7/1939

حضرة عضو اللجنة المفوضة الإداري،
لا بد أن تكون تبلغت المرسوم الجديد والتعليمات المرفقة التي حملها الوكيل العام لمكتب عبر الحدود.
فأطلب التقيد بها بكل دقة وأشرح في صددها:
يُستعمل مع رئيس اللجنة السابقة الدهاء الشديد. فيصير بعض اجتماعات عنده كالعادة. ولكن يتخذ أحد الأعضاء موقف الشك في صدد بعض الأشخاص الذين يصير اقتراح الاتصال بهم والعمل معهم. ثم يصير إهمال في الاجتماعات.
ومتى صار اجتماع تكثر المناقشات حول مشاريع عظيمة خيالية يطول أمر درسها وإعداد تقاريرها. وينبّه المركزيون بوجوب الحذر من شخصيته وأخيه. ويحظر على الرفقاء معرفة شيء ثابت عن أمر اللجنة المفوضة.
تتابع مسألة السيدات، ولكن حقيقتها تظل خافية على الرئيس السابق وأخيه، وتُدرس مسألة كتمان هذا الأمر فيما يختص بالسيدة فدوى. إني أتأسف جداً لأني لم أتمكن من الاجتماع بالسيدة فدوى، التي أشعر بشخصيتها القوية وإخلاصها وغيرتها القومية.
وأرى أنها صالحة لبحث كيفية بدء العمل ومتابعته. وأريد أن تشركوها بالرأي بعد مفاتحتها بهذا الأمر وظهور القبول منها.
إن رسالة الوكيل العام لمكتب عبر الحدود أرسلت إليك على عنوان قديم، هو صندوق البريد، وكذلك رسالة مني. وهو غلط من الوكيل الذي لم يتنبه لاستعمال العنوان المرسل مؤخراً، فيمكنك البحث عما جرى لهاتين الرسالتين الهامتين، وأظن أن عدد الصندوق 2126 أو شيء من ذلك.
مرسل في هذا البريد كتاب طويل يهمك الاطلاع عليه إلى الخازن على صندوق البريد فبلّغه ذلك.
أرسلت في البريد الماضي رسالة طويلة إلى مدير شؤون الجريدة، فعسى أن يكون تسلّمها وفيها توجيهات هامّة.
استغرقت رسالتي إلى الخازن كل وقتي لهذا البريد مع شؤوني الأخرى، فسأكتب إليك مطولاً بعد الحصول على جواب منك.
أطلب الإسراع بإرسال ما عندكم من مال، فالحاجة ماسّة الآن، والأمور هنا أكيدة ولكنها تسير ببطء.
ولتحيى سورية.

 

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.