10/8/1939
حضرة عضوي اللجنة المفوضة،
كنت قد كتبت إلى مدير شؤون الجريدة [جورج بندقي] القومية في شأن تأليف مجلس أو لجنة إدارية لهذه الجريدة. وأشرت إلى عدد من الأشخاص الذين رأيت أن يكملوا المجلس وكانت إشارتي أولية، غير نهائية، لأني أردت أن أقف على وجوه النظر الرسمية وغيرها التي يمكن اللجنة المفوضة إبداؤها. وقد وردني أول أمس من عضو اللجنة الرفيق توما توما كتاب غير رسمي أطلعني فيه على انعقاد اجتماع من الرفقاء توما [توما] وفؤاد بندقي وتوفيق بندقي وجورج بندقي ورشيد شكور.
«تقرر فيه الأمور التالية:
1 ـ تتألف لجنة تدعى اللجنة الإدارية لِـ سورية الجديدة.
2 ـ يكون عدد أعضائها مقتصراً على الخمسة أشخاص الذين حضروا الاجتماع.
3 ـ تكون حقوق هذه اللجنة تتناول شؤون سورية الجديدة إدارياً ومالياً، ويكون لها حق الإشراف والاطلاع على ما ينشر فيها من المقالات والأخبار ما عدا مراسلات حضرة الزعيم والمراجع العليا. وهذه اللجنة تكون مسؤولة تجاه المراجع العليا عن سورية الجديدة وموقفها أمام القضية السورية القومية.
4 ـ فصل سورية الجديدة إدارياً عن المطبعة، أي أن تستقل سورية الجديدة استقلالاً كاملاً إدارياً ومالياً، فيكون لها مركز خاص تستقبل فيه مشتركيها ومديريها. وعلى ما أؤكد أن من يتسلم المركز الجديد الإداري هو الرفيق إدوار [سعاده]، إذ بُحث هذا الأمر ولم يُقرر نهائياً في الجلسة الأولى.
5 ـ أن تجتمع هذه اللجنة مساء كل يوم جمعة أسبوعياً.
6 ـ أن تنتظر موافقة حضرة الزعيم على عملها هذا».
وهذه الكتابة تجعلني أعتبرها بمثابة مخابرة رسمية في صدد مشروع المجلس. وروح الخبر تحملني على الفهم أنه قد تقرر اقتراح تقرير المواد المذكورة. وهذا المعنى كان يجب ألا يكون ضمنياً وأن يكون معلناً.
بناءً عليه، ولمّا كان مشروع الجريدة أهم مشروع إذاعي للحركة السورية القومية، ولمّا كان تنظيم هذا المشروع من أهم الشؤون الإدارية النظامية المتعلقة بالإذاعة، فقد درست ما ورد في كتاب الرفيق توما المؤرخ في 1 أغسطس / آب الجاري وما ورد في كتاب مدير شؤون الجريدة، بدون تاريخ، وتسلمته اليوم وفحصت الطابع والرسوم فوجدت أنه صادر من سان باولو بتاريخ الثامن الجاري.
وأعدت النظر في حالة الجريدة والأفراد العاملين وفي مقتضيات الحاجة، ووجدت أن إنشاء مجلس إداري أوفى بالغرض من لجنة إدارية. وإن غرض هذا المجلس وصلاحياته يجب أن تكون محددة، واضحة، لكي لا يحدث فوضى أو تضارب في الصلاحيات.
وأن أقوم بهذا التحديد لكي تتضح الصلاحيات والمسؤوليات بسرعة تسمح بمباشرة العمل حالاً. وأن أعيّن أعضاءه بصورة نهائية معتمداً على الحاجة السياسية والإدارية. فقررت أن أضع مرسوماً بإيجاد هذا المجلس ليكتسب الصفة القانونية.
وإني أطلب الآن من اللجنة المفوضة بصفتها المركز التنفيذي التسلسلي في نطاقها الذي يجري التبليغ والتنفيذ بواسطته أن تأخذ علماً بما يلي:
1 ـ إن إيجاد المجلس يقصد منه صفة دائمة.
2 ـ إن تأليف المجلس يكون من المراجع المختصة، التي هي عمدة الإذاعة في الدرجة الأولى، والزعيم في الدرجة الأخيرة.
3 ـ إن هيئة المجلس الإداري خاضعة للتغيير أو التعديل من قِبل هذه المراجع للأسباب التي يكون من حق هذه المراجع وحدها تقديرها.
4 ـ إن هيئة كتابة وتحرير الجريدة خاضعة لهذه المراجع بصورة مطلقة.
5 ـ إن المؤسسات المختصة بالجريدة، كالمؤسسات المختصة بإدارة الحزب خاضعة لمبدأ التعاون والتضامن في الصلاحيات والمسؤوليات مع الإدارة العليا.
بناءً عليه: تجري اللجنة المفوضة تبليغات أولية، خاضعة للتثبيت الرسمي بموجب مرسوم:
6 ـ إنه قد أنشى مجلس إداري لِـ سورية الجديدة ستحدد صلاحياته في مرسوم يصدر قريباً.
7 ـ يتألف المجلس الإداري موقتاً من الرفقاء عضوي اللجنة المفوضة وفؤاد بندقي ومدير الشؤون فقط.
أما المحرر الحالي فعضو اللجنة المفوضة الرفيق توما توما، الذي اطّلع على أكثر تفاصيل إنشاء الجريدة، يعلم أني ما كنت مزمعاً على تعيينه محرراً، وأني اضطررت إلى هذا التعيين بحكم الوقت والظروف. وأنا ما عيّنته إلا بصورة موقتة ولأجل الاختبار.
ومما لا شك فيه أن تعيين محرر لجريدة تحمل طابع الحركة السورية، يحتاج إلى تدقيق كثير في إمكانية الشخص المرشح تحقيق الأغراض التي تقررها الإدارة العليا وفي ثقافته القومية وكيفية فهم النهضة السورية القومية.
والاختبار الذي أجراه الرفيق رشيد شكور قد دل على أنه، في الدرجة الأولى:
1 ـ أديب من أدباء المدرسة السابقة ظهور النهضة السورية القومية.
2 ـ مع أنه قرأ نشوء الأمم ومبادئ الحزب السوري القومي فإنه يكتب تحت تأثير الدروس العامة التي درسها سابقاً.
3 ـ إنه لم يكتب شيئاً يدل على فهمه نشأة الحزب السوري القومي وقيمة العمل الذي تم.
4 ـ إنه يجهل الشيء الكثير من تاريخ النهضة السورية القومية ومن قضاياها الكبرى.
5 ـ إنه يجهل الفن السياسي الضروري لترؤس كتابة وتحرير جريدة كجريدة النهضة السورية القومية. فهو كاتب أدبي أكثر منه كاتب سياسي.
6 ـ إن كتابته خرجت خروجاً بارزاً على اتجاه الحركة السورية القومية، وعلى التوجيهات الروحية والسياسية المعطاة له، فسبّب هذا الخروج حملة على الحزب السوري القومي في الوطن، وتعرض الحزب وسياسته لخطر. والمقالة التي كتبها محمد النقاش في صوت الأحرار معرضاً بزعيم الحزب السوري القومي استند فيها إلى فقرات غير موفقة من مقالات الرفيق رشيد.
وهي فقرات لا يمكن بوجه من الوجوه الموافقة عليها. وإذا كنت لم أرسل وأعلن ذلك على صفحات الجريدة فذلك لأسباب خاصة بسياستي الإدارية، من جملتها عدم تعريض هذا الرفيق الجديد لصدمة قوية داخل الحركة وخارجها. ولكن قد أصبح من الواضح أنه يجب وضع حد «لتعريضه الحزب لأمور يجهل هو عواقبها».
بناءً عليه وعلى أن المحرر المعيّن شاذ في معاملاته النظامية، وعلى أن كتابته تحمل طابعاً خاصاً به، لا يمكن إدارة الحركة السورية القومية أن تتبناه وتتحمل مسؤوليته، يبلّغ الرفيق رشيد شكور أن المدة الموقتة لتعيينه محرراً لــ سورية الجديدة تنتهي في آخر شهر أغسطس / آب الجاري.
وهو لذلك لا يمكن أن يكون عضواً في المجلس الإداري، الذي قررت وضع قاعدة له، إن مدير الشؤون والمحرر الثابتين يكونان بصورة عملية ذاتية عضوين دائمين في هذا المجلس. وقد اتخذت التدابير اللازمة لمواجهة مسألة التحرير ولإيجاد المحرر الذي يمكنه أن يتولى هذه المهمة الدقيقة ويبلّغ كل أمر في حينه.
لا يمنع هذا التدبير الرفيق شكور من أن يستمر في عمله الأدبي، ولا يؤثّر على صفته الأدبية. ولكن إقصاءه عن السياسة قد يسهل له النمو الأدبي، بشرط أن يدرس أصول التفكير القومي المثبت درساً عميقاً، بطيئاً، راسخاً لا درساً سطحياً كما فعل وكانت له نتائج سيئة.
بناءً على التبليغات الأولية المطلوب من اللجنة المفوضة إجراؤها، يمكن المجلس الإداري القيام بأعمال تمهيدية وبما تقتضيه الحالة، ويكون لهذه الأعمال والتدابير صفة موقتة إلى أن يكون قد صدر المرسوم وأوجد الشكل الثابت القانوني للمجلس، فيمارس أعماله بناءً على الصلاحيات والمسؤوليات الواضحة له. وفي البريد القادم أخابر المجلس في ما يجب القيام به.
جميل صفدي: يجب إقصاء هذا الشخص عن كل دائرة قومية وطرده من إدارة الجريدة، لأن أدلة الجاسوسية أصبحت متوفرة عليه. وإني آسف، لأن حالة الإعياء التي كنت فيها أثناء وجودي في سان باولو منعتني من الاحتكاك بنفسي بهذا الشخص. ولو كان حدث شيء من هذا الاحتكاك لما وصلنا إلى هذه النتيجة.
وقصده من التردد على إدارة الجريدة والمطبعة الوصول إلى المعلومات التي يريدها أعداء الأمة والحركة القومية وأعداء الجريدة وأعداء الرفيقين بندقي اللذين وراء الجريدة. فإقصاؤه بقوة وعنف عن الجريدة والمطبعة ينقذ الموقف. وليكن العنف مقتصراً على الجريدة والمطبعة.
أما الشؤون الحزبية فيمكن إقصاؤه عنها بدون الالتجاء إليه. وإن إفلاس بيت الصفدي وذيوله حجة ظاهرية كافية لتجنبهم وعدم الاكتراث بجميل وأخيه الدكتور [وديع صفدي].
سلمى صائغ: إن هذه السيدة الخطرة ستلجأ إلى الادعاء أنها قومية أكثر من القوميين، حتى إذا استوثقت من ثقة الناس بها تبدأ بحملتها على الزعيم. والحملة على الزعيم هي الخطة التي يلجأ إليها الأعداء لتفكيك صفوف الحركة القومية والقضاء على وحدتها وحيويتها ومعنويتها، فتسقط القضية وتصبح فكرة خيالية، فيجب تحذير الأعضاء في كل مكان والأصدقاء والغيورين من خطرها ودهائها.
مخابرة اللجنة: لتتخذ المراسلة صفة اللجنة المفوضة الرسمية وتحمل الرسالة توقيع العضوين.
الشؤون الأخرى الإدارية: تجري المخابرة بها مع الوكيل العام لمكتب عبر الحدود رأساً.
المسائل المالية: على الفرع الذي ترأسه لجنتكم القيام بمجهود لتأمين سفرة الزعيم إلى أميركة الشمالية.
النتائج هنا: إن الأوساط قد ابتدأت تتحرك، أما النتائج القريبة وخصوصاً المالية فلما أستطع تقديرها. وعسى أن يصير في الإمكان قيام هذه الأوساط بمساعدة ذات أهمية.
لتكن الحيطة والكتمان صفتين لازمتين ملازمتين لجميع الأعمال عندكم.
سلامي لكما وللرفقاء، ولتحيى سورية.