إلى جورج بندقي

12/12/1939

رفيقي العزيز جورج،
لا أدري كيف لم تصل الرسالة الحاوية أخباراً عن الوطن وترجمة القوميين المعتقلين، مع أنها وضعت قبل الكتاب الذي تسلمته وأجبتني عليه. إنها قد تكون فقدت ولكن لا أدري كيف تسلمت العدد 42. وأصارحك أني لست راضياً مقدار ذرّة على محتوياته غير مقالة «رأي سورية الجديدة» ومقالة محمد حاج حسين. وكنت قد كتبت إليك بوجوب قطع كل علاقة مع جميل صفدي ووعدتني إنك ستمنعه من الاتصال بالإدارة، ولكنك لا تزال تقبل اتصاله وتنشر له هذه السخافات المملوءة دساً.
فأنا لا أقبل هذا التصرف من سوري قومي. وإذا كانت لا تردني الأسبوع القادم كل التأكيدات والإثباتات أن كل علاقة مع هذا الأثيم قد انقطعت فسأعمل ما يوجبه القانون القومي، وأتخذ الموقف الذي أراه مناسباً.
إذا كانت المسألة مسألة صعوبة تحرير، فأمامك مئة ألف مصدر للنشر من جريدة النهضة ومن نشرات حزبية وغيرها. وإذا لم تجد، فأمامك قصة عنترة أو الزير أو حكاية ألف ليلة وليلة تنشر منها كلما نقصت لديك المواد. هذا ما رأيت أن أقوله الآن. ولتحيى سورية.

بعد: سيسافر يوم الجمعة القادم، في 15 الجاري، إلى سنطس وسان باولو الرفيق إلياس فاخوري وكيل مجلة العصبة هنا. وذهابه لأشغاله التجارية المتعلقة بتجارة الفاكهة بين الأرجنتين والبرازيل فيجب ذكر خبر قدومه في سورية الجديدة.
وأطلب منك أن تعرّفه بإلياس [بخعازي] وتوما [توما] وهو يحمل بعض أمور تتعلق بهما.
إن وديع صفدي يحاول الآن أن يلقي خطباً وغير ذلك، وستحدث مساعٍ لإقناعك بطبعها وتوزيعها، فإياك أن تفعل شيئاً من ذلك.
ثم بعد: كتبت إلى أخي إدوار أطلب منه إجراء ما يلزم لطبع نحو 500 نسخة من صورة الزعيم مكبرة وتحتها الأبيات بدون اسم الناظم، وهي ضمن الإطار الظاهر في عدد 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. أي جعل الصورة بقطع أكبر من القطع المنشور في الجريدة ولكن ضمن الإطار عينه ورمز النسر والأبيات تحتها، وعلى ورق صقيل سميك كالكرتون. ويكون قسم من النسخ بحبر لون رمادي وقسم لون بني ويستحسن تجربة لون آخر. فماذا يكلف طبع هذا العدد.
إن الطلب على صورة الزعيم يزداد يوماً عن يوم فأحب معرفة ما يقتضيه الطبع.
[ضرب على فقرة «ثم بعد» بعلامة الشطب (×)، وكتب مقابلها «قررت تغيير المشروع»].
تأخر إرسال هذا الكتاب وتأخر سفر الرفيق فاخوري حتى أواخر الأسبوع نحو 23 الجاري فيصل في أواخر الأسبوع القادم.

 

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.