17/1/1940
رفيقي العزيز جورج،
تسلمت كتابك المؤرخ في 6 يناير/ كانون الثاني الجاري ومعه رسالة الرفيق بهيج فاخوري. ولقد تسلّمت السربال «والزرموزة». والتقيت بابن عمك إميل بندقي الذي سيصير سورياً قومياً غداً، وسرّني توقده وروحيته الحسنة، وأعتقد أنه يكون خير خلف للرفيق [عفيف كامل] لوقا في الاهتمام بشؤون الجريدة إذا كان له الوقت الكافي. وتسلمت 100 نسخة من العدد 46. وقد تأسفت كثيراً لعدم تسلّمي العدد 47 بالطيارة. وهذا التأخير ضار بالناحية العملية وهو خلل يجب ألا يتكرر.
لاحظت في العدد 46 أنه نقلت عبارة لي في مقالة «السياسة» ولكنها نقلت ناقصة حتى أفسدت المعنى فيجب إصلاحها. والعبارة كما نشرت هي: «الأمة التي تظهر قوميتها في السياسة أمة لا تعرف سبل النجاح»، والعبارة في الأصل هي كما يلي: «الأمة التي لا تظهر قوميتها إلا في السياسة أمة لا تعرف سبل النجاح»¬ فسقط منها «لا وإلا» فأصبحت ركيكة جداً في معناها فيجب تصحيحها في أول عدد.
لاحظت أيضاً في العدد عينه أن الأخبار المحلية قليلة جداً، وكان للصفدي عناية بهذه الأخبار، فيجب تكليف أحد الأفراد بجمع الأخبار المحلية من جميع المصادر.
أهنئك بالعناية بأخبار الوطن، وأطلب زيادة هذه العناية وإكثار أخبار الوطن، لأنها هامة جداً.
أطلب منك أن تصحح خبراً نشر في رسالة الأرجنتين للعدد 46 على هذه الصورة «سقط سهواً في أثناء الصف اسم السيدة نظيرة مطر نصر من بين أسماء السيدات العاملات لسيادة الفكرة السورية القومية في بوينس آيرس فنثبته هنا».
أطلب أن ترسل إليّ نحو عشرين نسخة من العدد الذي صدرت فيه مقالة الرفيق مسوح «كيف عرفت الزعيم».
أكتب إليّ وأخبرني عن الحالة الداخلية وعن حالة الجريدة والرأي العام والجرائد الأخرى.
وأطلب أن ترسل إليّ كل خبر يهمني الوقوف عليه، كحديث السيدة سلمى صائغ لجريدة الفوليا دامنيا، وأن تحصل على العدد المنشور فيه حديثها وترسله إليّ.
عسى أن تكون والجميع بخير. ولتحيى سورية.
بعد: لاحظت أن الجريدة لم تنشر خبر قدوم السيد إلياس فاخوري من الأرجنتين لأشغاله التجارية واتصاله بعدد من أصدقائه وأقربائه في البرازيل والترحيب بمقدمه.
كنت قد أرسلت تسألني إذا كان يحسن إرسال شرح المبادئ إلى الأرجنتين ليعاد إرسالها من هنا، فأنا لا أرى هذه الخطة عملية، ولا أرى سبباً لكثرة التخوف هناك، فإرسال بعض الكراريس في البريد ملفوفاً كل منها بورقة بيضاء وعليها كلمة «مطبوعات» لا تعيَّن شيئاً. ثم إن التوزيع بواسطة الأفراد يمكن أن يجري دائماً بدون خطر. فكل رفيق يمكنه أن يعطي فرداً كرّاساً يقول له إنه كان معه من زمان، وإنه انتقل إليه صدفة، الخ.
ثم إنه بمناسبة عيد أول مارس/ آذار، الذي يعيّده القوميون، يحسن منذ الآن إعلان أن سورية الجديدة قررت إصدار عدد خاص في هذا التاريخ، وتطلب الإدارة من الكتّاب والأدباء القوميين إرسال كتاباتهم حتى العشرين أو الرابع والعشرين من فبراير/ شباط، أي أن تصل إلى الإدارة عند هذا الموعد، ويكون هذا الطلب على صفحات الجريدة.