سان فاولو في 10 فبراير 1947
تسلمت كتابك الأخير المؤَرخ في فبراير الحاضر ثم تسلمت برقيتك قبل ظهر السبت في 8 الجاري وذهب اخي ادوار الى المطار وتسلم من المسافر الارجنتيني صرَّة فيها حذاءان وثلاث أُربات.
الحذاء الذي طلبته أولاً جيد أمّا الثاني فلم يكن الذي عنيته في كتابي اليك. ان هذا ضيق من الجانبين عند الأصابع ويضغطها بسبب شكله ولذلك هو لا يناسب لي وقد أُرجعه مع الرفيق اميل بندقي الذي ينتظر ان يسافر قريباً الى بوانس أيرس ومن ثمَّ الى الوطن فمتى وصل اليك فابدليه من محله بحذاء آخر قريب من الأول في شكله. وكنت قد رأيت رفقتك حذاء قلت لك انه قريب من الأوَّل ولكن الزركشة على خطوطه لم تكن تعجبني كثيراً ولكني ارى الآن انه لا بأس به وهو أصفر اللون قريب من لون التبن أو الزبدة مع إكمداد قرب الخطوط وفي مقدمته ترتفع الجلدة من النعل وتُضَم على الجلدة العُليا وأضع رسماً تقريبياً له على ورقة مرفقة.
الآن تسلمت برقية من الامين الجزيل الاحترام رئيس المجلس الأعلى وفيها يقول ان الحزب ربح شد الحبل مع الحكومة وانها ابرقت بالترخيص بجواز سفر وسأبرق اليه انه لا حاجة الى هذا الترخيص لان الجواز قد صار في حوزتي برخصة من الحزب السوري القومي الاجتماعي وتدبيره. ويقول أيضاً انه يرى ضرورياً التعريج على الشاطئ الذهبي ولست ادري هل يمكن تعديل خطة السفر للقيام بهذه الضرورة ولكني ارى ذلك صعبّاً بعد قطع تذكرة السفر ولم يبق للقيام به غير ثلاثة أيام كاملة الساعات فقط. فقد اخبرتك اني مسافر الخميس الى ريو والسبت في 15 فبراير من ريو الى فاريس والاثنين في 17 منه من فاريس الى القاهرة ولست اريد تأخير السفر ولكن اذا وجدت تسهيلات وترتيباً سريعاً فقد اعرج على الشاطئ الذهبي ولكني ارى تحقيقي ذلك صعباً جداً واني في كل حال مسافر من ريو في اليوم المعين. اذا حدث تعديل اخبرتك.
قبلاتي لك ولصفية واليسار وسلامي لأهل البيت والرفقاء
ولتحي سورية
بعد: زارني هنا ابن عمّ لك اسمه يوسف المير وتغديت من بضعة ايام مع عائلة المير كلها وجميعهم هنا وهم ثلاثة اخوة وثلاث اخوات.
ارسل مع هذا الكتاب مقالاً للزوبعة.