حبيبتي،


مقر الزعيم في 19 مارس 1947

تسلمت كتابك الكؤّرخ في 7 مارس الحاضر ووقفت منه على ما سبَّبه تأخر وصولي الى بيروت وسلامتي.

وقفت على وصول برقية من المنفذ العام الرفيق خليل الشيخ ولكنني لم أعلم انه مدفوع اجرة جواب عليها. والظاهر ان الاركان الذين تسلموا البرقية لم يتنبهوا الى ذلك ولم يرسلوا جواباً عليها. ان وصولي شغلهم كثيراً.
اكتب اليك الآن من مقري في الجبل حيث جعلتُ قاعدة أعمالي نظراً لتدابير الحكومة اللبنانية التي ارتاعت من حشد القوميين الاجتماعيين يوم وصولي. ويظهر انه كانت هناك حملة مدبَّرة لشغل الحزب بقضايا مختلَقة لكي لا يمكَنوني من الاتصال بالعناصر الجديدة وتنظيم العمل كما يجب لدخول الانتخابات المقبلة.
الحالة في لبنان فوضى وكذلك في الداخلية ولا بد من مرور بعض الوقت للوصول الى استقرارٍ مُرضٍ. ولذلك ونظراً للظروف الحاضرة لست أدري هل الحّ عليك بوجوب سرعة مجيئك. اني افضل المّهل قليلاً الى ان تنجلي الحالة عن حقيقة يصح الاستناد اليها.
حاولت الحكومة اثارة ضجة عليَّ تمكنها من التعرُّض بقوة وايقاف مساعيَّ وقد اندفعت في هذه المؤامرة جريدة تنطق بلسان تشكيلة "الفلانج" اللبنانية Formacion Falange Libanesa، التي أخذت تحمل على خطابي المعتدل وتنادي الحكومة لتتخذ تدابير ضدي بغير سبب واضح. وقد اجابت جريدة "النهضة" على هذه الحملة بهجوم معاكس قوي ازاح القناع عن أساس الخيانة الذي تأسَّست عليه "الفلانج" التي انشأها الاحتلال الفرنسي وغذّاها الاحتلال الفرنسي فاندحرت الحملة علينا ومال الينا قسم من الرأي العام لا بأس به.
الحكومة ضعيفة وهي تخشى عملي على التنظيم وغايتها شلُّ حركتي. أمَّا الحزب فمعنوياته قوية وعدده غير قليل ولكنه يحتاج الى تنظيم وينقصنا كثيراً المال. مع ذلك قد بدأت اعمالي التنظيمية ومقر الزعامة اليوم في منطقة قومية اجتماعية قوية وحصينة وفيها وسائل حماية هامّة.
المشادّة بيننا وبين الحكومة سائرة والمعركة الانتخابية تقترب وقوتنا غير متراجعة ويمكن القول انها متقدّمة وثبات القوميين الاجتماعيين جيد والأرجح ان النتيجة ستكون حسنة.
اقبلك وصفية واليسار كثيراً وسلامي الى اهل البيت والرفقاء

ولتحي سورية


في كتاب آخر اشرح لك حوادث وصولي الى بيروت والصور وشريط السينما التي أخذت.

المزيد في هذا القسم: « حبيبتي، حبيبتي، »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.