مقر الزعيم في 17 مايو 1947
كتبت اليك من نحو اسبوع واطلعتك على بعض تفاصيل الحالة السياسية هنا وبعض النتائج المنتظرة. واليوم اكتب لاطمئنك ولابعث اليك ببعض صور اخذت في مقر الزعيم في ضهور الشوير وهي صور لفئة قليلة من الحرس المسلح القائم على حراسة المقرّ في الحالة الحاضرة الخطرة. يمكن نشر بعض هذه الصور في الزوبعة وفي بعض الجرائد الارجنتينية.
لم يطرأ على الموقف أي تعديل جديد سوى الاتفاق مع السيد سليم الخوري، شقيق رئيس الجمهورية، على خوض المعركة الانتخابية في محافظة جبل لبنان معاً على ان يكون للحزب ثلاثة مرشحين في القائمة هم الرفقاء الدكتور أمين تلحوق وحافظ منذر وأسد الأشقر. ومع ان هذا الاتفاق أصبح علنيّاً وثابتاً ومع اننا نعمل على أساسه فلا تبرحي الخشية من خيانة في آخر ساعة ولذلك فإني حَذِر وقد أشرت ببعض احتياطات من هذا القبيل. ولنا مرشحون آخرون في محافظات الجمهورية الأُخرى ولكن العمل في المحافظات الأُخرى كان معرَّضاً لإهمال كثير ولذلك أقدر ان النتائج ستكون قليلة بالنسبة الى القوة الحقيقية التي للحزب. ولم اتمكن من تنظيم الحزب، بُعيد عودتي، اداريّاً وسياسيّاً بسبب المشادة العنيفة بين الحزب والحكومة واضطراري الى الاهتمام بالحماية المسلحة قبل كل شيء. ونحن الآن مضطرون الى زيادة سلاحنا لأنه لا ضمان لحقوق أو حرية في حالة الحكم الحاضر الا بالسلاح.
اذا انفكت الأزمة الحاضروجب ان تأتي بسرعة هنا في فصل الصيف ولنهيئ المدرسة لصفية. فيجب ان تستعدي للقدوم بسرعة في أواسط يونيو المقبل على الكثير. واذا كان الأمر كذلك فسأستأجر منزلاً في الضهور ويحتمل ان يكون المنزل الذي اكتب اليك منه وهو في مكان جميل وقريب من العرزال الذي أصبح قريباً من كمال الشروط للاتكاء فيه بعض الأوقات. والمنزل مفروش فنتسلمه هكذا لفصل الصيف ويحتمل ان تكون لي سيارة خاصة في فرصة قريبة اذا نجحت بعض المفاوضات في هذين اليومين.
ارجو ان تكوني اعتنيت بصحتك وصحة صفية واليسار وان تكنَّ باحسن حال وان تكوني زرت طبيب العيون.
صحتي معتدلة وقد تعبت قليلاً في هذا العراك واحتملت أطعمة غير خصوصية وبعضها قوي وتعرَّضت لسهر وعدم انتظام في أوقات الأكل والنوم ولكني سأُغير المنهاج بعد الانتخابات وانظم أوقات عملي وراحتي.
اقبلك والصغيرتين الحبيبتين وانتظر لقياكن بشوق. سلام للبيت
ولتحي سورية