الحزب القومي الاجتماعي
مكتب الزعيم
حبيبتي،
ان الفوضى التي سيطرت على الحالة في المدة الأخيرة منعتني من تحقيق رغبتي في السفر الى اللاذقية للاجتماع اليك والى الصغيرات وقد كنت عولت على السفر اليكن أمس على تقدير ان يكون الرسل المكلفون بعدة أمور قد عادوا أول أمس حسب الاتفاق ولكن عدم عودتهم ابقاني رهين الانتظار. وفي الوقت عينه كان رسل آخرون يأتون ليدرسوا معي الموقف ويأخذوا توجيهات.
ان الحالة تغيرت في الأيام الأخيرة عن القاعدة التي كانت عليها في الأيام الأولى لوصولي الى حيث أنا فبعد ان أُعطيت لي وعود بالمساعدة وابتدأت المفاوضة على مقدارها وكيفيتها توقفت المساعي وتغير الاتجاه وحصلت المضايقة التي رأيت بعض فصولها الأخيرة. ولذلك أصبح من اللازم ان احسب حسابات دقيقة وان أشرف بنفسي على التدابير الأخيرة وان أتهيأ للانتقال السريع حالما أشعر انه لا أَمان عليّ حيث أنا. أمّا الوجهة التي أسلكها فتتوقف على سير بعض الأعمال. وعلى الرغم من كل ذلك كنت هممت بالمسير هذا الصباح الى اللاذقية وجاءَت السيارة باكراً ثم صرفتها لأن الموقف قد يتغير في الأربع وعشرين ساعة المقبلة ولست على يقين من الامكانيات في اللاذقية. كان يجب ان يعود الأمين الياس جرجي قبل أول أمس ثم تلفن يقول انه يعود أول أمس ولكنه الى الآن لمّا يعد وهو مطلوب ووافقت الحكومة الشامية على اعتقاله فيجب ان يتوارى. هذا جزاء عدم تنفيذ الأوامر وعدم المحافظة على الوقت! لو كنت تتمكنين من المجيء اليّ للاجتماع يوماً واحداً والعودة لما كان من بأس واظن ان هذه الطريقة هي أفضل من انتقالي أنا الآن. وسأرسل سيارة خاصة مع الرسول حتى اذا امكن أن تنتقلي في الحال تأتين وتصلين في الليل لتعودي غداً. ولكن رأي الرفيق كيال انك ستتعبين كثيراً في الانتقال الطويل – نحو سبع ساعات في المجيء ومثلها في العودة – ومع ذلك يمكنك ان تنظري في الأمر. الآن وصل الأمين الياس جرجي. خطتنا لم تتغير على الرغم من تغير الظروف ونكول الذين اعطوا مواعيد ولكننا سنحتاط. قد ابقى هنا الى مساء الأحد ثم قد استمر أو قد انتقل. ارسل اليك خمسة آلاف ليرة سورية من الطابع الشامي فأكون قد اخذت الفاً وثماني مئة ليرة. استغربت كثيراً اعطائي المبلغ بالعملة الشامية التي تنقص لا أقل من عشرة في المئة عن العملة اللبنانية. والأرجح ان الرفيق زحلان قد بدل المال من لبناني الى شامي فنال لا أقل من ست مئة وثمانين ليرة فرق عملة. وهذا يعني انه اذا كنا نريد صرف المال في لبنان فيجب ان نخسر مثل هذا المبلغ، على الأقل، فتكون الخسارة نحو الف وسبع مئة وستين ليرة؟ لم يخطر في بالي ان افحص المال حين تسلمته من زحلان اذ لم يخطر في بالي قد مثل هذا التصرف، ويكون أغرب جداً اذا كان صدر عن لطف الله نفسه ولكنه صعب الاحتمال.
اني بخير ولكني اتعب كثيراً واذا لم تتمكني من الحضور فإلى رسالة ثانية أو الى اللقاء.
ولتحي سورية
في 30 حزيران 1949
ملاحظة: المال يجب ان يصرف في تكميل البناء بعد انتها المعركة.
وجدت الأفضل عدم ارسال المال الآن فأما ان أعطيكه وإما أن ارسله في فرصة اخرى.