الزوبعة بوينُس آيرس، العدد 86، 2/8/1946
"نقلاً عن الآثار الكاملة، بيروت، ج 13، ص 11"
حصلت فترة انقطعت فيها الزوبعة عن الصدور لأسباب اضطرارية. فبعد انتقال الزعيم إلى توكومان فى أواخر سنة 1943 بإلحاح "الرفقاء" هناك، وتقدم بعضهم إليه اقتراحات عملية، ظاهرها التعاون وباطنها الغش والمخاتلة والخيانة، فقدت الجريدة عناية الزعيم اليومية. ثم حدثت في بوينُس آيرس الحوادث التي تلت قيام فرع الحزب السوري القومى الاجتماعي ومؤسسته الثقافية بمشروع جمع كلمة النزالة السورية وقوتها المادية لمساعدة حركة الشعب التحررية في الوطن.
وكان من وراء تلك الحوادث أنّ الذين عملوا ليل نهار للاستئثار بالمشروع المذكور ساءهم جدًّا ما نشرته الزوبعة من الحقائق فأخذوا يضغطون على أصحاب المطبعة التي تطبع فيها الجريدة لكي لا يتابعوا طبعها. وصاحب ذلك ما احتاج أصحاب المطبعة إلى القيام به من إصلاح وترميم فتوقفت الزوبعة مدة طالت على الرفقاء وجمهور القراء.
أخيراً نظف الزعيم محيطه الجديد في توكومان من أصحاب النفاق وأهل الخيانة الذين أقسموا الإيمان ليحنثوا بها وانضموا إلى الحركة السورية القومية الاجتماعية لمآرب خصوصية ستروها ستار محبة مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي والغيرة على النهضة التي ولّدها، وانتصر على المؤامرات الثنائية التي دبّرها له أكثر أولئك المرائين لؤماً وأحقرهم غاية وعاد إلى العناية بـ"الزوبعة. في هذه الأثناء كان أصحاب المطبعة قد نظّموا مطبعتهم تنظيماً جديداً وصار في الإمكان العودة إلى طبع الزوبعة.
تعود الزوبعة الآن إلى الصدور لتضع أمام أعين الناس وفي آذانهم الحقائق الخطيرة التي ظلت مكتومة عنهم حتى الآن في صدد ما جرى ويجري في وطننا، والآراء اللازمة لفهم حوادث للوطن الأخيرة وحوادث العالم الانترناسيوني في السياسة
والاقتصاد والاستراتيجية.
ها هي الزوبعة تعود إلى الصدور. وكنا سابقاً نقول إنها تصدر وتظل تصدر على الرغم من مقاومة الأعداء الرجعيين والنفعيين والجاهلين فصرنا نقول: إنها تصدر وتظلّ تصدر على الرغم من دسائس "الأصدقاء"، المرائين وشباك "الرفقاء" المنافقين
المشعوذين الذين قابلوا حنوّ الزعيم عليهم بأنياب غدرهم ومؤامرات خيانتهم وأوحال مثالبهم!