النظام الجديد، دمشق، الحلقة 11، 1/10/1950
"نقلاً عن مجلة الكوكب"
(عام 1947 وفي الفترة التي وقف الحزب القومي الاجتماعي وقفته المسلحة ضد تعسف حكومة لبنان ومذكرتها المشهورة للقبض على الزعيم، دعا الرفيق أمين سري الدين الزعيم إلى مأدبة غداء في بلدة بزبدين فلبّى الزعيم الدعوة رغم احتياطات الحكومة المشددة.
وقد ألقى الزعيم في المأدبة خطاباً على القوميين الاجتماعيين استهله بمخاطبة صاحب الدعوة وأخذت منه جريدة (مجلة) الكوكب البيروتية الفقرات التالية:)
لقد قصدت أن يقام احتفال في هذا البيت القومي، فكان اجتماع تحتفل فيه إراداة حية لمجتمع حي، فكان ما شئت، هذا الاجتماع القومي الاجتماعي الذي يمثّل الإرادة الحية، وكان من حقه أن لا يخالطه شيء من الإرادت الخارجة عن قصد الأمة وعن الهدف الاسمى الذي نجتمع عليه ونراه دائماً ماثلاً أمام أعيننا، فكان هذا الاجتماع الذي يمثّل عقيدة خالصة وإيماناً قويًّا لا يتزعزع. لقد تغلبت الأمة صعوبات كثيرة وهي بعد تغلبها على الصعوبات، كأنها لم تتلقَّ صدمة ولم ترَ صعوبة، وكأنها في أول عهد عملها فتية نشيطة تسير ونظرها إلى العلاء لا تلوي على شيء من دنيا الحياة ولا من بهارجها الزائفة، فحق لنا هذا الاعتزاز. لقد وضحت لنا نعمة الحياة الحقيقة التي تحتقر كل ما يشين النفس الإنسانية وتزدري كل الدنايا من الرذائل والمثالب التي تعشعش في نفوس مريضة. نحن لنا أخلاقنا ولنا مناقبنا التي ترتفع بنا إلى أعلى درجات السمو. بهذه الأخلاق، بهذه العظمة النفسية قد تغلبّنا على كل الصعوبات الماضية، وإننا نتغلب الآن وسنتغلب، فيما بعد، على كل الصعوبات الباقية. كنا أمماً وأصبحنا أمة واحدة وكانت لنا بيوت متباعدة فأصبحت لنا بيوت واحدة.
إنها إرادة لا يقف بسبيلها شيء، إنها إرادة أمة حية هي إرادة، قلت فيما مضى، إنّ فيها القضاء والقدر، وهذا هو القضاء والقدر يفعل فعله، هو إرادة الأمة، وإرادة الأمة فوق كل شيء. لقد سرنا إلى ما شئنا ونسير إلى ما نشاء ولا مردّ لما نريد في حياتنا هذه، ولا مردّ لإرادتنا.