إلى ادفيك جريديني 1937- 1938
عُد بي يا قارئي، في وثبة الخاطر الجموح، إلى صيف 1937، إلى عين القسِّيس في الشوير. حيث أصطاف مع عائلتي في بيت وديع إلياس مجاعص، الذي شغل مع أختيه (نايفه وعفيفه) الطابق الأرضيَّ تحتنا. ... حركة غير عادية حَول البيت…
• في ليلة مقمرة من آب 1937، كنت وحدي على الشرفة، فحملَ لي هديَّتين: مسبحة من خشب زيتون القدس، جعلتُها عِقداً تصوَّرت به وأرسلتُ له الصورة، واسطوانتين من ألحانه المفضلة: "دعوة إلى الفالز"، لوِبير، والباركارول" أو "حكايات هوفمان"، لاوفنباخ. •…
ادويك (1) إن حديثك الأخير قبيل سفرك طرق مسمع عفيفة، إذ كانت على مقربة منّا تُنصت كالأرنب.بعد قليل كان وداعنا الهادئ، ولما أصبحتِ في السيارة، خرجت إلى أمام سور المنزل ورأيتك تطلّين من السيارة المندفعة وتُلقين على المنزل آخر نظرة،…
حبيبي!وردتني رسالتك المزدوجة فكانت الحادث الوحيد غير العادي الذي طرأ عليًّ في هذه الآونة الكثيرة المشاغل والمشاكل. قرأتها مرة ومرة ونظرت إليها وإليك مرّات، وعدت فقرأتها الآن من جديد لأنها حديثك. ان عملي جهاد كان لعهد قريب محاطاً بوحشة واسعة.…
حبيتي!فرغت الآن من كتابة رسالة إلى أختي جواباً على كتاب لوم على التقصير في الكتابة إليها وردني منها منذ أيام. وقد ذكرت لأختي في هذه الرسالة خبر لقائنا في الصيف الماضي وأوقفتها على جلية الأمر، وأعتقد أنها ستكون مسرورة جداً.…
اوديك!هو ذا اسبوع آخر قد مرّ وأنا أتوقع في كل غروب شمس وكل انبثاق فجر رسالة منك حتى كدت أجزع عليك لهذا السكوت الطويل الذي لست أدري له سبباً.ألعلَّ أشغالك قد أصبحت كثيرة كأشغالي وجهادك قاسياً كجهادي؟إن هذه هي رسالتي…
ادويك !تمرّ الأيام ولست أدري ما سبب صمتك الطويل. ألعلَّ الحق في ذلك عليَّ؟إننا قد اجتزنا أعظم أزمة مرّت بالحزب حتى اليوم. فإن ما تعَّرض له الحزب بمناسبة الانتخابات كان شيئاً لم يسبق لأمتنا أن اختبرت مثله في العصور المتأخرة.…
حبيبي !أخيراً وردت رسالتك الثانية لتجلو جواً كان قد تلبَّد وادلهمَّ. وجاء ترياقها قبل أن يكون العليل قد فارق. والآن يمكننا أن نعدَّ ما مضى حادثاً من حوادث المواصلات مع العراق. ولا بد أن تكوني تسلَّمت الرسالة الرابعة في الوقت…
حبيبتي ادويك!كتبت اليوم رسالتين الواحدة إلى أختي وضعت فيها صورتك إليها، والثانية إلى أخي ادوار في سان باولو أخبره هو أيضاً بخبرنا واحتمال سفرنا معاً. وهذه رسالتي إليك أكتبها في هدأة الليل في بيت مري حيث أقضي بضعة أيام في…
حبيبي!تسلمت أمس رسالة منك. وصباح اليوم وجدت رسالة ثانية على مكتبي. فإني منذ يومين في بيروت، لأن الأحوال السياسية قضت أن أبقى في الحاضرة هذين اليومين.كم أنت طيّبة يا حبيبتي، وما أطيب نفسك! وإني أقدر كل التقدير الموقف الذي تقفينه.…
حبيبي !على أثر ورود رسالتك الأخيرة المؤرخة في 29 الماضي أرسلت كتاباً إليك وكنت مستعجلاً ليصل البريد الجويّ في وقت مناسب. ولم يردني جواب على ذلك الكتاب.إن رسالتك المشار إليها جاءت بعد كتابك السابق البارقة في سطوره آمال الموافقة على…
حبيبي !شغل بالي كثيراً عليك بسبب سكوتك الطويل. وقد خطر لي أنك مريضة وصدق ظني. وقد سرّني أن الحادث كان بسيطاً وأنك قد نهضت وعدت إلى صحتك.كنت أريد أن أجيبك على أسئلتك الماضية ولكن ورود كتابك على أثر رسالة ميشال…
حبيبي !وردتني أمس رسالتك الرقيقة، الوداعية، المؤثرة وفيها عباراتك المشجِّعة الدالَّة على قوة إرادة وصدق عزيمة، التي سررت بها بقدر ما أثر فيَّ الوداع.لا بد لنا من الاعتصام بهذه القوة الخفية من أجل تحقيق مثلنا العليا. فالمحبة التي تعقد بالإنسان…
حبيبتي !لقد مرَّ دهر لم أكتب فيه إليك. ورسالتي الأخيرة كانت "قصيرة" وأنتِ تشكين قصرها. فأنت تنسين أحياناً، نوع حياتي والمجهود العظيم الذي أبذله منفرداً لإقامة أمر لم يسبق له مثيل في وطننا ولم يسبق لأمتنا اختبار فيه. ولذلك فالمطلوب…
حبيبتي !فاتني اليوم موعد البريد الجوي فلجأت إلى البريد السيّار. والسبب هو في أني نهضت متأخراً هذا الصباح من تعب أمس الشديد ولم أتمكن من الكتابة أمس لأنه كان يوم ثورة نفسية قوية. فقد نهضت صباح البارح وتناولت عدد "النهضة"…
حبيبتي !لم يردْني أمس كتاب منك وكنت في شوق زائد إلى رسالة تأتيني فتنعشني وتخفف عن نفسي. لم أتمكن في الأسبوع الماضي من إرسال كتابي إليك بالبريد الجوي لتأخري عن موعده فأرسلته بالبريد البرِّي فعسى ألا يكون قد بقي في…
حبيبتي !أفقت اليوم باكراً قبيل الفجر على صوت المؤذِّن فأشجاني الصوت وفكرت بك مليّاً وتذكرت آذانك الذي أسمعتنيه في "دينة الجرة" وكم تمنيت لو كنتِ قربي في هذه الدقائق الملأى بالضعف أو بالقوة! أو لو كنت قربك أحيطك أنا نفسي…
حبيبتي !كلما أقترب عيد ميلادك كلما وددتُ لو أنكِ بقربي تسندين رأسك إلى كتفي ونصغي معاً إلى نشيد الحياة والحب. وكم تمنيت لو أتمكن من الطيران إليك في محل هذه الرسالة. إن ذكرى ميلادك تجلب معها أمواجاً خفية من العواطف…
ويخطو القدر الساخر، في الزمن المغلق، خطوات وساعاً مثقلة بالأحداث الدولية والمحلية. وفي آذار عام 1947، عاد أنطون سعاده إلى لبنان، فنُظِّم له استقبال جماهيري لم تشهد بيروت في حجمه ومستواه، عبر تاريخها القديم والحديث. وأنها لصدفة غريبة حقاً، أن…
حبيبتي!وردتني رسالتك الأخيرة الحلوة الحاملة وريقات نرجسية متناثرة يضوع شذاها، على صغرها وقلّتها، فقبَّلت هذه الوريقات التي لامست أناملك وشفتيك وتنشَّقت طيبها الرامز إلى طيب أنفاسك. وقد سمعتُ خفقان قلبك يجاوب ضربات قلبي في هدأة الليل في غرفتي.قد لاحظت في…
أيتها الحبيبة ادويك،لا أدري في أي تاريخ كان كتابي الأخير إليك، ولكني أعلم أنه قد مضى زمن طويل عليه. وفي غضون هذا الزمن تسلّمت تحارير منك ورسوماً وهدية للعيد وقعت من نفسي موقعاً كبيراً. ولقد هممتُ أكثر من مرة بالكتابة…