النشرة الرسمية للحركة القومية الاجتماعية، بيروت، المجلد 1، العدد 10، يونيو/ حزيران 1948
في السادس عشر من شهر يونيو/ حزيران الماضي قام الزعيم بزيارة لبيت الأطفال التابع للمقاصد الخيرية الإسلامية يصحبه الرفقاء السيدة فايزة معلوف أنتيبا ووكيل عميد الداخلية فؤاد نجار وناموس الشعبة السياسية اللبنانية خالد جنبلاط. فاستقبله مدير الدار التربوية الأستاذ رشاد العريس ومعلمة الموسيقى في الدار الآنسة أديبة قربان والمعلمة الرفيقة الآنسة يسر حكيم بحفاوة كبيرة. وأديرت المرطبات وجرى حديث حول التربية وضرورة زيادة الاهتمام بها وإحسان توجيهها.
ثم قام الزعيم بجولة في أقسام بيت الأطفال وصفوف الدرس ووقف على طريقة التدريس وأجريت أمامه امتحانات قصيرة في القراءة والحساب وعرضت عليه أمثلة في ترقية عقل الطفل وذوقه الفني. وعزفت جوقة من الأطفال قطعة موسيقية كاملة بقيادة المعلمة أديبة قربان.
ومن أجمل ما وقع في قلب الزعيم موقعاً كبيراً مفاجأة الصفين العاليين له بالعبارة التالية على اللوح الأسود الطوبل: "يحيى أنطون سعاده. ولتحيى سورية حرة مستقلة!"
سُرَّ الزعيم كثيراً بترتيب الأطفال وبارتقاء فنه التربوي الذي يعود الفضل الأكبر فيه إلى مزايا الأستاذ رشاد العريس التربوية العالية وارتاح كثيراً إلى صحة الأطفال وبهجتهم والنتائج النفسية الممتازة الحاصلة لهم من الأساليب التربوية الحديثة المتقة المستعملة لفائدتهم. وأثنى كثيراً على مجهود الأستاذ رشاد العريس وعنايته الناتجة عن فهم عميق لنفسية الأحداث وشعور حي بقضاياهم ومسؤولية توجيههم.
بعد انتهاء الزعيم من جولته في معهد الأطفال سجّل في دفتر الزائرين العبارة التالية:
الأطفال هم سر الأمم المكنون وزخمها المخزون. هم الجبابرة إذا أطلقوا أحراراً مدربين، مروضين، وهم الأقزام إذا عقلوا وكبتوا أذلاء. إنّ بيت الأطفال حصن حريتهم ومطلق عزمهم. وإنّ الأمة السورية تعتز ببيت الأطفال.
وشيع الزعيم بالحفاوة التي استقبل بها.