إلى فارس بطرس

21/3/1941


الرفيق العزيز فارس بطرس،
إنّ شعورك بضرورة إيجاد صلة مباشرة لك بي، وتوثيق الرابطة التي تجمع بين الزعيم ورفقائه، دلّني على دقة تحسسك الأمور الجوهرية وإدراكك العالي لدواعي الحركة القومية وعواملها.
كان الرفيق إلياس فاخوري قد ذكرك لي أكثر من مرة. ثم قرأت منثوراتك في سورية الجديدة فوجدتك على درجة عالية من الحيوية وجاء كتابك يثبت ذلك.
سرّني كثيراً أن أجد إيمانك مقروناً بالعزيمة الصادقة وأن أجد طموح الحركة القومية يتجلى في عباراتك.
القوة الروحية هي الفاعل الفاصل في تقرير مصير الأمم والنهضات القومية. والحركة التي يكون لجنودها هذه الروحية الظاهرة في كل سطر من سطور كتابك هي حركة قد قُضي أن يكون النصر مصيرها.
فأهنئك بيقظتك ووعيك وبالقدوة الروحية التي تقدّمها لرفقائك.
بقي أن ألفت نظرك إلى وجوب الاهتمام بالشؤون التنظيمية أكثر من الصور الأدبية، وإلى وجوب التخصص في ناحية من النواحي المفيدة عملياً للحركة، كالناحية الاقتصادية أو الناحية القانونية أو الناحية الجندية أو الناحية المالية أو غيرها، لسد الفراغ في توزيع الأعمال على الأكفّاء للاضطلاع بالأعباء.
واجعل روحيتك تعدي غيرك فتنشط الاجتماعات التي يزيد فيها التفاهم، وتتوضح المسائل التي على القوميين مواجهتها ومعالجتها.
أتمنى أن تكون موفقاً في أعمالك الخصوصية وناجحاً في عملك القومي. اقبل سلامي القومي وبلّغه لأخيك الرفيق هلال الذي عندي بعض الخبر عن إخلاصه وغيرته. ولتحيى سورية .

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.