إلى نعمان ضو

 بوينس آيرس، 10/9/1941


عزيزي الشيخ نعمان ضو،
كنت في المدة الأخيرة غارقاً في شؤون من أنواع عديدة، حتى أني لا أدري إذا كنت كتبت إليك بعد كتابك الأخير إليّ الذي أرسلت معه حوالة مالية. ولكني لم أغفل ذكرك، خصوصاً بعد الذي أخبرتني من أضرار الزلازل وأنك والعائلة تبيتون في خيام اتّقاء تهدم المنازل. وقد كان أسفي عظيماً لهذه الحالة الصعبة ووددت لو كان باستطاعتي فعل شيء يكون به تخفيف الحالة. ولكن هذه الظروف مصابة بلعنة.
ومن أشد النكد على الحر أعمال المتاجرة بالوطنية الجارية على صفحات الجرائد السورية في هذه الجمهورية. فهذه الجرائد قد أعلنت سوق المضاربة وكل واحدة تدّعي أنها هي التي ستجلب الاستقلال، كأنّ الاستقلال نوع من الأقمشة. فهل نضب معين الحرية من قلب جميع السوريين في هذه البلاد حتى يبصروا كل هذه الخزعبلات ويسكتوا كأن الأمر لا يعنيهم؟
أود أن أعلم أخبارك وأتمنى أن تكون الشدة زالت وخرجت والعائلة بسلام. فاقبل سلامي وسلام قرينتي لكم جميعاً. ولتحيى سورية .

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.