إلى جواد نادر

 1/2/1943


إلى الرفيق جواد نادر
بوينس آيرس
أيها الرفيق العزيز،
سلام سوري قومي،
تسلمت كتابك المؤرخ في 29 يناير/كانون الثاني الماضي أمس، وقدّرت اهتمامك بصحتي وعائلتي، فنحن الآن بخير محاطون بالرفقاء وعائلاتهم. وقد حركت زيارتي النشاط وانضمّ عشرة جدد. وكان لنا أمس اجتماع على خروف مشوي، حضره عدا عن رفقاء خونين خمسة رفقاء من فرقمينه، وكان يوماً قوميّاً اجتماعيّاً جميلاً، ارتفعت فيه المعنويات مع الهتاف.
لا بدّ من قبول شروط المطبعة التجارية خاصة رستم لطبع هذا العدد وبعض أعداد أُخرى. ريثما نرى حلاًّ أوفق. ولذلك أرسل إليك مع هذا الكتاب إيضاحاً عن تأخر العدد وعن الموقف الحاضر. وأجرة العدد تقبضها من ابن حمي جورج [المير] بعد إنجاز العدد. والمواد تتسلمها من الرفيق إسكندر مسوح وإذا بقي شيء لإكمال الصفحات تسدّه بمقالة قديمة من الزوبعة أو سورية الجديدة أو بفقرات من خطاب قديم لي.
أما مسألة الكليشات التي قد لا يسلّمها السيد نجيب سمرا بسبب وجود كتاب له عندي، فقد كنت كلّفتك إخبار السيد المذكور أني سأصطحب الكتاب معي لأنقل منه المعلومات التي تهمني، وأني أعيد الكتاب إليه بعد عودتي من سفرتي. وقبل مغادرتي بوينس آيرس حاولت الاتصال به تلفونيّاً فلم يتم الاتصال. فإذا تشبث بعدم تسليم الكليشات فدعه وخذ نسخة من العدد الممتاز خاصة أول مارس/آذار الماضي من الزوبعة واسحب كليشة باسم الزوبعة. واسحب كليشه أخرى بإعلان حبر «أوريكا» والباقي على رستم صفه.
كنت كلّفت الرفيق إسكندر مسوح بالاتفاق معك لتجليد بعض مجموعات الزوبعة ومجموعات سورية الجديدة وبإرسال ما يردني من الكتب والرسائل إلى خونين ولكني لم أتسلم منه شيئاً. فإذا كان حتى الآن لم يرسل إليّ شيئاً فلا يفعل حتى يجيئه إشعار آخر لأني قد أعود إلى بوينس آيرس بعد يومين ليكون سفري إلى كوردبة من هناك.
تعجبت كثيراً من قولك إنكم لم تباشروا تهيئة احتفال أول مارس/آذار وإنكم تنتظرون قرار الزعيم النهائي في هذا الصدد. فهو مخالف للتعليمات التي أصدرتها إليكم قبل سفري. إذ قلت لك وللرفيق نديم وأظن للرفيق إسكندر مسوح أيضاً أن تجروا وترتبوا الاحتفال، على أني سأكون موجوداً فإذا حدث ما يوجب تغيير ذلك أبلغكم في حينه، وهذا يعني أنه عليكم العمل والترتيب للاحتفال وأن لا تتخلفوا ولا تغيّروا شيئاً ما لم يصل إليكم أمر مخالف. وبينما أنا أكتب إليك، وردني كتاب من كوردبة، من المدير، يطلب باسم الرفقاء وبمناسبة وجودي هناك قريباً أن أبقى لصرف أول مارس/آذار في كوردبة وأميل إلى قبول ذلك لفائدة الحركة. ولكن أنتم لا دخل لكم في ما يجري في مكتب الزعيم، فيجب أن تعملوا للاحتفال حسب التعليمات السابقة فإذا كتبت إلى رفقاء كوردبة بالقبول كتبت إليكم بأن يجري الاحتفال في غيابي. وهذه تعليمات صريحة عليها محاسبة.
ذكرت أني قد أعود إلى بوينس آيرس بطريقي إلى كوردبة نظراً لحالة المواصلات، وهذا لا يعني أن يكون ضمن اختيارك تأجيل تنفيذ أي شيء مما كتبته إليك في هذا الكتاب في صدد الجريدة أو الاحتفال أو غيره، فالأوامر أوامر مهما كانت سخيفة أو غير معقولة. وأظن أنّ سفري يكون يوم الأربعاء إذا لم يحدث جديد هنا. ويمكنك أن تسأل بالتلفون إلى البيت بعد الظهر أو عند جورج. سرّني موقف صبري [عبد الخليل] وإذا أمكن أن تهيّئه ليكون حاضراً الأربعاء أو الخميس فيدخل قبل سفري إلى كوردبة يكون موافقاً جداً. أما غطاس فلا أرى له مفراً ولو طال أمره.
بلّغ الوكلاء والرفقاء سلامي. ولتحيى سورية .

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.