7/12/1947
إلى الرفيق جورج جورج
منفّذ القدس العام
أيها الرفيق العزيز،
إنّ اجتهادك في سبيل القضية القومية الاجتماعية المقدسة وغيرتك عليها قد وصل خبرهما إليّ، وبلغ علمي ما كان لهما من الأثر في تقدّم العمل القومي الاجتماعي في منطقة القدس. وقد أمضيت، من بعضة أيام، مرسوماً بإنشاء منفذية عامة في القدس وبتعيينك منفّذاً عامًّا لها والمرسوم ستتبلغه بالطريقة المعتادة.
إن تولّيك مهام منفّذ عام يأتي في ظروف غير اعتيادية من الوجهتين الحزبية الداخلية والقومية العامة. وستواجه من الوجهة الأولى حالة قد لا تكون تنتظرها، مع أنها كانت منتظرة هنا في المركز وهي حالة انقلاب السيد فايز صايغ النظامي بعد انقلابه العقائدي.
إنّ السيد فايز صايغ عمل، منذ توليه عمله الثقافة أولاً ثم عمدة الإذاعة، في مدة غيابي، لعقائد ومبادىء مخالفة للعقيدة القومية الاجتماعية وهدامة لها هي عقيده الفردية أو الشخصية الفردية غير المرتبطة ارتباطاً طبيعيًّا بالأمة وشخصيتها. وهذه العقيدة الغريبة هى عقيدة صاحب مذهب ديني فردي يدعى كركيغارد وفوضوي ديني روسي يدعى برديايف. وقد عمل السيد فايز صايغ طوال مدة وجوده في الإدارة الحزبية على ترجمة أفكار هذين الكاتبين الأجنبيين إلى لغتنا كتعاليم جديدة يعلّمها هو. وهي موجودة في كتاباته، خصوصاً محاضرة "الهدف" التي يترجم فيها أفكار برديايف ويقول "إن غاية المجتمع الشخص" أي أنّ المجتمع وسيلة للشخص، وأنّ الفرد ليس من المجتمع، بل من الله أو من نفسه، وأنّ غايته ليست تحقيق خير المجتمع، بل "تحقيق نفسه"، الخ. وقد طلبت من السيد صايغ التوقف عن بث مثل تلك التعاليم الفاسدة الهدامة للقومية ولعقيدتنا القومية الاجتماعية، فتظاهر أولاً بالقبول، ثم لجأ إلى الانقلاب النظامي سرًّا وأخذ يثير مسائل حاول ان يستر بها حقيقة موقفه. وقد صدرت تعليمات باعتباره موقوفاً عن ممارسة حقوق العضوية ومسألته الآن تدرس للبتّ النهائي. فليكن ذلك معلوماً عندك وعند الرفقاء المخلصين.
أهنئك بنتائج جهادك وأتمنى لك التوفيق في مهمتك الجديدة. ولتحيى سورية.