صدر عن مكتب الزعيم، 3/4/1949
حضرة الأمين الجزيل الاحترام،
بمناسبة خطبتكم ودعوتكم إياي للخطابة في اجتماع عصارى هذا اليوم ألفت نظركم إلى :
ـ أنكم أخطأتم بدعوتي للخطابة بدون استشارتي وأخذ موافقتي.
ـ أنكم أخطأتم بإبداء رأي في حادث سياسي خطير بدون سابق دراسة ومداولة وموافقة، خصوصاً وأنتم تقومون بوظيفة رئيس الشعبة السياسية اللبنانية.
ـ إنكم أخطأتم خطأ أشد من الأولين بتوجيهي نحو موضوع الحادث السياسي المذكور لأتكلم فيه مع أني كنت أفضّل التحفظ في هذا الموقف.
فيجب، يا حضرة الأمين الجزيل المحترم، أن لا يحدث سهو عن أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي قد أصبح قوة سياسية ينتظر منها أن تتصرف تصرّفاً سياسياً وأن لا تعالج جميع المواقف السياسية بالخطب التعليمية الإرتجالية.
ويجب أن لا يبرح ذهننا أيضاً أنّ صحة الزعيم أصبحت تتطلب مراعاة دقيقة، وأنّ مسؤوليات الزعيم السياسية توجب على المعاونين أن لا يجرّوه جراً إلى الخطابة ولا أن يفرضوا عليه الكلام في كل مناسبة وفي صدد كل حادث سياسي أو غيره مهما كان الفرض لبقاً في شكله. فمتى شاء الزعيم أن يعلن شيئاً أشار برغبته وعيّن المكان والزمان والشكل التي يصير إعلان رأيه أو موقفه فيها. وإذا بدا لأحد المعاونين رأي يتعلق بموقف الزعيم أو بما يستحسن صدوره عنه وجب عليه أخذ موافقة الزعيم أولاً.
ولست أوافقكم على إضعاف ثقة الخطباء القوميين الاجتماعيين القدماء والناشئين بأنفسهم وإنزال معنوياتهم، ولا على توجيهكم إلى أنّ كل حفلة وكل اجتماع يحضرهما الزعيم يجب أن يكون للإصغاء إليه فقط، أي أنّ الزعيم يجب أن يكون الخطيب الحتمي الوحيد لكل حفلة وكل اجتماع يحضرهما، في حين أنّ الحركة تتطلب تنشيط الخطباء والمتكلمين واعطاءهم الفرص لإظهار مواهبهم وتنميتها وللتمرن على الخطابة، وتشجيعهم على التقدم.
وتفضلوا بقبول سلامي القومي الاجتماعي. ولتحيى سورية.