إلى رئيس وأعضاء مجلس إدارة سورية الجديدة

 17/12/1939

حضرة رئيس وأعضاء مجلس إدارة سورية الجديدة،
تسلمت خلاصة جلسة غير قانونية لمجلس الإدارة ورأيت منها أن رئيس المجلس يتردد في قبول مسؤولية عضوية المجلس ورئاسته، مع كل التسهيلات التي ظهر إمكان إجرائها، كأن يسجل الرئيس في اللجنة المركزية إمضاءً مستعاراً يعرف به ويستعمله بعد ذلك. فإذا كانت جميع هذه التسهيلات لا تفي فيمكن قبول استقالة الرئيس وتعيين رئيس آخر يمكنه حمل المسؤولية.
أما فيما يتعلق بالجريدة فإن مراسلاتي كلها تدل على حرصي على سلامتها وإبقائها بعيدة عن كل عارض مفاجئ، بقدر ما تسمح الوضعية. وكل مراسلاتي الماضية، وأكثر مراسلاتي الحالية، ليس عليها أختام وطوابع رسمية تشير إلى شيء رسمي، وإذا ورد فيها اسم الجريدة فليس في وروده ما يعرّض أمرها لخطر، لأن العبارة لها صفة شخصية لا رسمية.
وقد يجوز أن أكون أنا شخصياً صاحب علاقة بالجريدة وهذا غير ممنوع. ولكن ما أطلبه هو تثبيت وضعية الجريبدة بصورة لا تقبل الشك أو الجدل أو الإنكار. وهذا يكون بإنجاز الشروط التي طلبتها في رسالتي السابقة المسهبة.
أما تسجيل وقائع الجلسات بصورة رسمية قانونية فأمر لا مفر منه، مع العلم بأنه يمكن حفظ السجل في مكان أمين ووضع التوقيع على الجلسات في المحل المحفوظ فيه السجل وتؤخذ الوقائع على ورقة.
وأما تبليغي وقائع الجلسات فأنا لا أطلب تبليغي إلا ما يتعلق بالمخابرة بيني وبين المجلس، وهذا قليل، ويكون أقل بعد تنظيم أعمال المجلس نهائياً.
وأما التحفظ في عبارة المخابرات فيمكن تنفيذه بعد تتميم الوثائق الصريحة التي طلبت تنفيذها في رسالتي السابقة المشار إليها. وأعتقد أنه لو كانت هذه الأمور تنفذت بالسرعة لكانت الآن انتهت وأغنتنا عن جميع هذه المراسلات التي فيها كل ما يهرب الرفيقان فؤاد وتوفيق منه ويتجنبان حدوثه.
يجب أن يكون هنالك شيء أساسي، صريح، مثبت قبل النظر في الشؤون العملية. فكيفية المراسلة واختصار بعض الاصطلاحات وغير ذلك يمكن النظر فيه بعد حصولي على الوثيقة التي طلبتها، وهي كتاب صريح من الرفيقين فؤاد وتوفيق [بندقي] يعترفان فيه بأن الجريدة هي للحزب بسياستها، وللحزب ولهما بإدارتها وأرباحها، على أن يقدّما هما الرأسمال المادي، ويقدّم الحزب الرأسمال الروحي (الكتابة والتوجيهات). ويمكن إرسال هذا الكتاب إليّ مع رفيق يذهب من هنا قريباً ليبقى مدة قصيرة هناك ويعود.
وهذا يعني أن الكتاب يجب أن يوضع وأنا أجد الوسيلة المضمونة لنقله. وتسجيل هذا الأمر في وقائع جلسات مجلسكم هو ضروري ويصير مرة واحدة فقط وينتهي، وينتهي بانتهائه كل هذا العناء الكبير.
أما الأسباب التي أطلب من أجلها حدوث ذلك فهي الخطة التي أريد تقرير اتباعها منذ الآن وأريد ذلك بسرعة، إذ ليس عندي وقت للصبر الطويل والتطويل، خصوصاً في هذه الظروف التي يجب أن يتحول اهتمامي واهتمامنا جميعاً فيها إلى نواح أخرى.
عدد 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي: كان لعدد 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الذي أشرت بإصداره، وقعٌ جميل هنا. فهو قد أبرز حقائق كان السوريون في المهجر يجهلونها. ومتابعة إبراز هذ الحقائق في أعداد متتالية، أي بنشر الخطب والمذكرات والمقالات القيمة التي نشرت في جريدة النهضة، يكون من الأعمال الإذاعية الكبيرة التي تجلو الموقف وتؤيد نهضة أمتنا.
وإني أريد ان أعلق على هذا العدد، وبعض التعليق ذكرته في كتاب سابق إلى مدير شؤون الجريدة:

1 ــ إن صورة «رفعت زنتوت» واسمه يجب أن يحذفا من السجل القومي. وما كان يجب نشر هذه الصورة.
2 ــ في الصفحة السابقة فقرة بعنوان «الاحترام والتقدير» هي كلام مدسوس لا محل له، وأني ألمس فيها روح جميل صفدي المخربة. فلماذا وضعت هذه الفقرة ومن هم الذين يهمهم تعيين إذا كان سعاده إلهاً للقوميين أو نبياً أو لم يكن، ومن هم الذين يهمهم فتح هذه المسألة، إن هذه الفقرة مناقضة لمقالة «الكلمة المتجسدة» في العدد عينه. ومثل هذا الدسّ يجب ألا يتكرر.
جميل صفدي: إني كتبت إلى اللجنة المركزية وإلى إدارة شؤون سورية الجديدة في شأنه. فأطلب أن تعطي اللجنة للمجلس ما تقرره في صدده وصدد أخيه، وأن يُطلع مدير الشؤون المجلس على ما كتبته إليه مؤخراً في هذا الصدد.
وبعد ذلك تقع مسؤولية ما قد تحدثه علاقة هذا الشخص بالجريدة والقضية على المجلس، فخذوا علماً بذلك.
الأرقام العربية: كان قد تقرر استعمال الأرقام العربية بدلاً من الهندية، وكان مدير الشؤون قد وعد بالكتابة إلى الولايات المتحدة وطلب مجموعة أرقام صالحة للاستعمال. ولكن يظهر أن هذه المسألة قد طويت فيجب نشرها من جديد، لأنها ليست تافهة كما قد يعتقد البعض.
الجريدة يومية: إذا قرر المجلس الابتداء بتنفيذ خطة جعل الجريدة يومية، فقد يكون الأفضل الوصول إلى ذلك بالتدريج، أي بإصدارها نصف أسبوعية ثم يومية، ويكون معلوماً أن ما أعلقه على صدورها هكذا يجب أن يكون مبنياً على تنفيذ مطاليب رسالتي السابقة، لأتّخذ من جهتي ما أراه مفيداً. وإلا فإني أريد الحصول على شيء صريح ثابت لأعرف موقفي.
مراسلة الأرجنتين: إن الرفيق حسني عبد المالك قد تسلّم الكتاب المرسل إليه بتثبيت تعيينه مراسلاً وتعيين مرتب شهري له قدره 200 ملريس. وبناءً عليه وبعد مراجعتي باشر رسائله من الأسبوع الماضي. وإني قائم على توجيهه في هذه الناحية، فيجب تقرير كيفية الدفع له، أتكون هنا أم يرسل المبلغ من هناك؟
وبهذه المناسبة لا أدري إذا كنت قد طلبت في رسائلي السابقة إلى المجلس أن يقرر المجلس هذا الأمر ويتصل رأساً بالرفيق عبد المالك، أم أن يخبرني بالنتيجة التي يصل إليها بحقه أولاً، ولذلك كتبت إلى مدير الشؤون أستفهم إذا حصلت المخابرة معه رأساً، فإذا كنت قد طلبت من المجلس الاتصال رأساً بالرفيق المذكور فلا بأس، ولكن إذا لم يكن هذا المفوم من كتابي فيجب الاستفادة من هذه السابقة للتدقيق في تنفيذ التعليمات.
وكذلك أطلب الاهتمام بأمر الوكيل للأرجنتين، وأظن أن الرفيق [عفيف كامل] لوقا لا يقدر على الاهتمام بالوكالة والقيام بحركة صالحة لتقدم الجريدة هنا وضبط أعمالها. إنه مخلص وحسن الصفات ولكن ينقصه الإقدام والدخول في الأوساط والنشاط اللازم لمثل هذه المهمة.
وأرى الأفضل أن تخابره إدارة الجريدة، حتى إذا ظهر موقفه أمكن نقل الوكالة منه إلى شخص نشيط يقدر على القيام بأعباء المهمة.
ولتحيى سورية.

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.