حبيبتي

وصلت الى هذه المدينة مساء أمس، نحو الساعة 21، بعد سفر نحو 12 ساعة في النهار. وكانت الرحلة مضنية والبرد قارساً بعد حر الأيام الأخيرة في سنتياغو.

وجدت هنا غلافين منك في انتظاري. وقد أثر بي كتابك ووددت لو أتمكن من الطيران اليك والعودة لاتمام أعمالي. وليس شوقي أقل من شوقك. ولكني رأيت ان لا أغادر مكاناً ما الاّ بعد تنظيفه من المصاعب والجمود وبعد جعله في حالة صالحة للاستمرار بصورة أفضل من الأول.
هنا كان معظم الرفقاء وبعض الوجهاء بانتظاري على المحطة. وقد أنزلني الرفيق عبود سعاده في بيته. وانتظرني المستقبلون حتى فرغت من الحمام والعشاء الذي كان متأخراً وسهرت حتى نحو الساعة 1.30 ولا أشعر اليوم بتعب شديد.
جميع ما أرسلته اليّ وصل الا الكتاب الأخير الى سنتياغو فأظن انه وصل بعد سفري وقد يكون السبب وضع F.C.E.L على الغلاف، اذ يسافر الى سنتياغو "سنترال كردبة" أيضاً وبعض الأيام لا يوجد قطار في سنترال ارخنتينو وأحياناً لا يوجد على الاطلاق.
أكتب اليك الآن بعجلة لاطمئنك وابثك شوقي. وسأكتب اليك بعد ان أقف على الحالة هنا ومساق العمل. أقبلك بشوق شديد.

كردبة في 30 مايو 1941

المزيد في هذا القسم: « حبيبتي حبيبتي »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.