حبيبتي

وصلت صباح أمس سالماً. وقد وصل قطاري قبل الموعد بنحو عشرين دقيقة ولغلط في الساعة وصل الصديق عبود سعادة الى المحطة حين وصولي. أما الرفيقة اميليا وصهرها وإبنتها فقد وصلوا متأخرين ولم يجدوني في المحطة فعادوا الى منزل الصديق عبود حيث أخذت الترويقة. وبعد الجلوس مدة صعدت مع بيت الرفيق خليل الى المنزل في التربة. هو مكان جميل جدآ. كان لرجل انغليزي. البناء مرتب والارض واسعة جداً يحدها من الجانب الشرقي الشمالي نهر غزير المياه ومن الجانب الغربي قناة ماء ومن الجنوب الطريق. وفي الارض اشجار كثيرة وارفة وبعض اشجار مثمرة. وقد نبشوا عين ماء تسقي البيت وبنوا إسطبلاً مؤلفاً من نحو خمس غرف ويوجد اربعة رؤوس خيل. والمنزل مشرف على النهر ومطلق الجوانب للنظر البعيد.

بعد الغداء إرتحت نحو ساعتين وذهب الرفيق خليل فأتى بالرفيق سليم صوّى، الذي أخبرني انه كان إجتمع بالرفيق غريب ونصحه وسلمه الكتاب الاول وهو ينتظر الآن جوابه. والصديق عبود كان اخبرني ان غريب خرج من كردبة لقضاء نحو خمسة أيام في مارشيكيتا. وفي اثناء وجود الرفيق صوى أكلنا عرانيس ذره وشربت فنجان شاي وأكلت قطعة حلوى.
نحو ساعة الثامنة خرجت والرفيق خليل سعاده على فرسين جيدين وعدنا الساعة التاسعة. فسررت جداً بهذه النزهة والرياضة. عند عودتي أخذت حماماً. وتعسينا وسهرنا قليلاً امام المنزل ثم ذهبت الى غرفتي ونمت وإستيقظت هذا الصباح شاعراً وإرتياح. وقد وددت جداً لو كنت معي تشاركيني وأشاركك التمتع بهذه الطبيعة الجميلة ولطف المضيفين. وكلهم سألوني عنك وتمنوا لو جئت معي لقضاء بضعة ايام. وقد بلغتهم سلامك وهنئوني بصفية.
إني اكتب اليك بعد الترويقة وحديث قصير مع الرفيقة اميليا التي تسلم عليك كثيراً.
اتمنى ان تكوني وصفية بخير. انا هنا مسرور ومرتاح وسأباشر كتابة مقالات الزوبعة اليوم او غداً.
ولك وصفية قبلات حبي. وسلامي لأمك واهل البيت.


في 26 يناير 1942

المزيد في هذا القسم: « حبيبتي حبيبتي »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.