حبيبتي،

وصلت الى توكومان في حالة جيدة. لاقاني على المحطة الرفقاء مسوح وكردي وعاقل ودلول. وفي اليوم التالي، أمس، ذهبت ورأيت المحل الذي كان جبران كتب اليّ في أمره فوجدته مناسباً ومركزه جيد وقد قررت استئجاره في الحال لكي لا يذهب من يدنا وغداً بعد الظهر موعد امضاء الاتفاقية.

لم أجد حاجة لانتظار انشاء الشركة قانونياً، لأن التفاهم مع الرفيق كردي تام وهو يشعر باخلاصي ويطاوعني كل المطاوعة. وأظن اننا سنعقد الشركة قبل انتظار جواب دائرة تسجيل الاختراع لكي نربح وقتاً ونوصي على آلات. ان جواب الدائرة يمكن ان يستغرق نحو أربعين يوماً من تاريخ وضعه في البريد هنا. وهذا وقت ثمين يجب ان لا نخسره. ثم ان انجاز الآلات اللازمة يقتضي مثل هذا الوقت فاذا انتظرنا جواب دائرة التسجيل ثم عقدنا الشركة بعد ذلك وثم وصينا على الآلات فلا نباشر العمل الا بعد ثلاثة أشهر. وفي هذا الوقت نفقد المحل المناسب ونضيع وقتاً ثميناً. وقد رأيت ان جميع الأسباب ترجّح، اذا لم تكفل، عدم حصول عراقيل قانونية للتسجيل. وفي جميع العقود التي نعقدها لمسألة الآلات سأتخذ احتياطات وتحفظات تقلِّل، ما أمكن، التعرض لخسائر مادية كبيرة، اذا لم يتم التسجيل. ومتى تم تسجيل الاختراع أصبحت جميع شروط العمل تامة واعتقد ان النجاح أكيد.
وفي هذه السفرة ابتدأت تظهر لي امكانيات اخرى للمستقبل لأشياء جديدة يمكن ان أدرسها مع الوقت. فأمس أطلعني الرفيق نديم عاقل، الكهربائي الذي كان مرة في بوانس ايرس، على بعض اختراعات له ولصديق له في سنتياقو دل استيرو فقلت له اني بعد مدة أتمكن من تحويل بعض اهتمامي لدرس هذه الأمور.
اذا تم عقد الشركة في هذين اليومين فسأحاول ان أجعل التحويل الأول بمبلغ عشرة آلاف الا اذا وجدت الحاجة مستعجلة لمبلغ أكبر. وسأرى ان الاحتياطات القانونية كافية لحفظ حقوقي، اذا لم يتحقق تسجيل الاختراع أو لم يكن صحبحاً.
يوم وصولي الى توكومان كانت الرفيقة نبيهة الشيخ انطكلي دخلت المصح لاجراء عملية Raspage. وقد تحسنت وعادت مساء أمس الى منزلها. وقد نزلت ضيفاً هذه المرة أيضاً فأنا فأنا أقيم في الغرفة عينها التي كنت فيها.
قلّت القطارات بين توكومان وبوانس ايرس وأحياناً يتأخر البريد فيجب عدم تأخير رسائلك وأنا سأستطلع مواعيد القطارات من هنا ليكون بريدي في وقته مضبوطاً.
صحتي جيدة وحالة الاقليم هنا كانت ملطفة في هذين اليومين وقد دبر لي الرفيق مسوح ممرضة لتعطيني الحقن وأمس جاءَت وأعطتني أول حقنة وغداً موعد الثانية. وقد لاحظت ان هذه الحقن أكبر من السابقة وقد يكون ذلك أفيد.


أتمنى ان تكوني بصحة جيدة وان تكون صفية في نشاطها وتقدمها وان يكون أهل البيت جميعهم بخير. سلامي لهم وقبلاتي لك ولصفية.

ولتحي سورية


في 23 ديسمبر 1943

المزيد في هذا القسم: « حبيبتي حبيبتي، »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.