إلى جبران مسوح

20/12/1943


رفيقي العزيز جبران،
أبرقت إليك أمس عند المساء، ووجهت البرقية إلى عنوان الرفيقة نبيهة أنطكلي ـــ الشيخ. وهذا الكتاب وجميع رسائلي المقبلة إليك ستكون إلى هذا العنوان.
أردت أن أطمئنك بالبرقية أنّ كل شيء يسير سيراً حسناً. وأهم الأمور أمر المشروع الجديد، فقد صادفت نجاحاً سريعاً من الوجهة المالية. فأمس كنت وزوجتي مدعوين إلى الغداء في بيت حماتي، وقابلت جورج [المير] وحدّثته في المشروع فوعدني بأن يكمل لي مبلغ اثني عشر ألفاً في الحال، والثمانية آلاف الأخرى حالما أطلبها بعد بدء العمل. وإذا احتاج الأمر إلى هذا المبلغ الأخير بسرعة أكثر فهو لا يتأخر. بناءً عليه يترجح أن تكون عودتي إلى توكومان سريعة، بعد أسبوع إذا تمّ كل شيء. فجورج قد سافر أمس إلى ماردل فلاته وقال لي إنه سيغيب نحو ثمانية أيام، وحالما يعود يجري وضع المال باسمي. وفي هذه الأثناء أدرس هنا منتوجات الشركات الأخرى وأسأل عن بعض أمور ضرورية. ومن المؤسف أنّ شركة خط سنترال أرخنتينو قررت جعل سفر التوكومانو مرة واحدة في الأسبوع، كل يوم ثلاثاء. فإذا عاد جورج الاثنين في 20 الحاضر أمكنني السفر في 21 منه، وإلا فيتأخر سفري إلى 28. ولكن إذا وجدت السفر في سنترال كوردبة أو في قطار منامة من سنترال أرخنتينو ملائماً فقد أسافر في أحدهما. كان الرفيق قنواتي قد أخبرني أنّ خط كوردبة جيد، وقليل «العثير»، ولست أدري هل جرت فيه تحسينات بعد سنة 1939 ـــ 1940، فإذا كان لا يزال على حاله فسأجد السفر صعباً في غير التوكومانو. وقد أقرر السفر في 22 ولو لم يعد جورج قبل ذلك، إذا كنت قد فرغت من دروسي، لأنّ مسألة تحويل المال لاسمي يمكن حلّها بسهولة وسرعة بالمعاملات البنكية الاعتيادية، وفي كل حال سيكون باسمي بضعة آلاف قبل سفري مما يتحول إليه من غير جورج.
الحركة الحزبية هنا جيدة، وفي هذا المساء سأقف على بعض التفاصيل. صبري عبد الخليل لا يزال في بوينس آيرس، والظاهر أنه لما يعلم بقدومي. وقد بلغني عنه أنه فاتر كثيراً ومتجنب. وسأقف على تفاصيل أخباره هذا المساء. وأظن أنه أدرك ضيق المجال الذي يقدر أن يجول فيه بعد الدرس الذي ألقيته عليه قبيل سفري إلى توكومان.
ليهتم الرفيق [إبراهيم] الكردي بأمر المكان الصالح للعمل. ومتى عدت نباشر تنفيذ جميع الأمور التمهيدية. إذا وجدت حاجة إلى شيء من المال يمكن إرسال برقية فأرسل ما يلزم.
أحب أن تفكر في مكان نزولي في توكومان. هل يصلح ويناسب عند الرفيقة نبيهة أم أسهل أن يكون عند الرفيق نديم عاقل أو نستأجر غرفة عند عائلة أجنبية. أنتظر أخبارك. لك وللرفيق الكردي والرفيقة نبيهة وزوجها السلام ولتحيى سورية .

 

المزيد في هذا القسم: « إلى جبران مسوح إلى نعمان ضو »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.