إلى المنفذ العام لمنفذية بوينس آيرس

15/9/1946
إلى حضرة المنفذ العام لمنفذية بوينس آيرس
بوينس ايرس


أيها المنفذ العام المحترم،
تسلّمت كتابكم المؤرخ في 30 أغسطس/آب الماضي، وأخذت علماً بجميع ما ورد فيه، وأتناول الآن بعض نقاطه وغيرها:
معاملات السفر: أخذت علماً بشروط القنصلية الفرنسية وشروط القنصلية البرازيلية، بقي أن أعلم مسألة عند القنصلية الفرنسية هل تقدر هذه القنصلية على إصدار جواز سفر بدل جواز سابق. وهل يلزم وجودي في بوينس آيرس لإجراء المعاملة، أم يكفي أن أرسل أوراقي من هنا لإصدار جواز السفر؟ ثم أحب أن أعرف شروط قنصلية أميركانية لإجازة دخول الولايات المتحدة لمدة قصيرة نحو شهر أو 45 يوماً، خصوصاً إذا كانت تذكرة السفر مقطوعة إلى سورية بطريق أميركانية؟
زيارة مديرية كوردبة: أخذت علماً بتأجيل سفر الرفيقة إميليا يونس إلى مدينة كوردبة وأرجو أن لا يطول التأجيل. أما مسألة حضوري معكم هناك فتتوقف على تسلّمي دعوة من الرفقاء والمحبذين، خصوصاً الصديق عبود سعاده الذي له شأن أولي في شؤون مجموعنا السياسية والاجتماعية في كوردبة.
محاضرة القنصل السيد محمد فتح الله: إني أرى التريث في جميع المظاهر المتعلقة بشخص هذا القنصل الذي لا تزال حقيقته السياسية غامضة لنا. فمع أنه أحد معارفي في الوطن لم يكن بيننا أي تعارف فكري ونزعاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية ليست واضحة لي. فقد يكون من أصحاب عقلية الموظفين والمولعين بالوظائف، كما يحتمل كثيراً أو يترجح أن يكون، ثم إنّ نوع حياته البرجوازية تبعده عن المسلك القومي الاجتماعي كما يظهر، وهنالك نقطة يجب الاهتمام بها - كونه أحد الموكلين للدفاع عن الشيوعيين ضد القوميين الاجتماعيين بعد نتيجة معركة الاصطدام في بيروت الذي سقط فيه الشهيد الأول للحركة السورية القومية الاجتماعية الرفيق الباقي الذكر إبراهيم منتش. ‏فالسيد محمد فتح الله كان مدافعاً عن الشيوعيين ضد القوميين، وهذا أمر فيه نظر وسابقة يجب عدم إغفالها، ولذلك يجب أن نكون متحفظين في علاقاتنا الأولى مع القنصل المذكور إلى أن تنجلي حقيقته.
إرسال الزوبعة إلى البرازيل وأميركانية: لم تخبرني المنفذية، ولا الرفيق الناموس المكلّف بتدبير شؤون الطباعة والتوزيع أخبرني، هل أرسلت الجريدة إلى البرازيل وأميركانية أم لم ترسل؟ فالرفيق غسان تويني أخبرني أن الزوبعة لم تصل إلى أميركانية، ومن البرازيل لم يذكر أحد من المسؤولين والرفقاء الذين يتصلون بي أنّ الزوبعة وصلت إليهم. وإني أرفق هذا الكتاب بكتاب خاص إلى الرفيق دروج في شؤون الزوبعة.
التبرعات لخزانة الحزب العامة: كنتم أخبرتموني عن عزمكم على زيارة عدة أشخاص في بوينس آيرس وأثبتم هذا العزم في كتابكم المذكور فوق، فهل جرى شيء من ذلك، وهل زرتم أمثال السيد جورج المير والسيد حسين ماضي وغيرهم؟
مراسلاتي: إبتدأت أشير على مراسليّ الكتابة إليّ على بعض عنوانات في بوينس آيرس، منها عنوان "الجمعية السورية الثقافية"، فإذا وردني شيء قبل انتقالي إلى بوينس آيرس فليحوّل إليّ في الحال.
تصفية أعمالي: سائرة باعتدال وقد نشرت إعلاناً فى جريدة كبيرة هنا عن بيع المحل، وأرجو أن أفرغ من ذلك في مدة لا تتجاوز الشهر القادم.
الشابان يبرودي: في كتاب سابق كنت ذكرت لكم وجود شابين سوريين من عائلة يبرودي من حمص، في حي فالرمو وكلفتكم الاهتمام بضمهما إلى الحزب، ولمّا لم أتسلّم خبراً عن مساعيكم في هذا الصدد أكرر منكم على الاهتمام بهذا الأمر لأنّ الشابين المذكورين هما قريبان للرفيق نديم عاقل الموجود في هذه المدينة توكومان، وأخبرني أنهما أصبحا يميلان إلى الحركة القومية الاجتماعية بعد أن حدّثهما في الأمر وهما يتسلمان الزوبعة ويحبان قراءتها. عنوانهما بالضبط Jufre, 811 نسخة، واسم أحدهما رزق الله ييرودي.
طبع المبادىء: يجب أن يطبع لا أقلّ من 2000 نسخة، ويحسن طبع 5000 نسخة، ولكن، كما قلت في كتاب سابق، لا يطبع الكرّاس إلا بعد أن أكون صحّحت بنفسي جميع الأغلاط بعد ظهور المبادىء فى الجريدة.
أرجو لكم التوفيق في مساعيكم واقبلوا سلامي القومي. ولتحيى سورية.
ملاحظة: ورد في كتابكم إسما الرفيقين اللذين دخلا الصفوف مؤخراً في توكومان هكذا: "مطانيوس ليون وديب يوسف الخوري سابا" وهذا غلط في نقل الإسمين اللذين هما هكذا: "مطانيوس ليون ديب، يوسف إبراهيم الخوري سابا". فخذوا علماً بذلك لكي لا تظنوا أنّ اسم الرفيق الثاني ديب سابا في حين أنه يوسف سابا والرفيق الأول هو مطانيوس ديب.

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.