إلى يوسف صايغ

صدر عن مكتب الزعيم، 10/9/1947
إلى الرفيق يوسف صايغ، المفوض الإداري لفلسطين المحترم
القدس – فلسطين


أيها الرفيق العزيز،
إن نظري فى الترتيبات الحزبية الإدارية التي نشأت في غيابي أوضح لي عدم صلاح الكثير منها للقيام بالأعباء الإدارية والسياسية على الوجه الأكمل وعلى الخطط الإدارية‎ والسياسية الأساسية المقرر من قبل السير عليها. لذلك رأيت إلغاء الكثير من الترتيبات المذكورة تمهيداً لإعداد ترتيبات أخرى تكون أكثر انطباقاً على نظام الحزب وخططه ووحدة إدارته المركزية. ولا بد أنكم قرأتم في عدد نشرة عمدة الإذاعة خبر صدور المراسيم المختصة بإبطال المستحدثات الإدارية والسياسية الشاذة التي وضعت موضع التنفيذ أثناء غيابي.
في جملة الترتيبات الملغاة ترتيب المفوضيات لمختلف المناطق. ومن هذه المفوضيات المفوضية لفلسطين المسندة إليكم، وستتبلغون إذا لم تكونوا قد تبلغتم حتى‎ ‏الآن، الأحكام التي تشتمل على إلغاء مفوضية فلسطين.
إني كما قلت قد اتخذت هذا التدبير تمهيداً لإحداث ترتيبات أوفى بالغرض، وأودّ كثيراً لو أمكنكم مع بعض العاملين الاداريين والسياسيين في فلسطين القدوم إلى المركز للمباحثة معكم في صدد الترتيبات والتعيينات التي ستتقرر لهذه المنطقة. وعلى سبيل المعلومات أخبركم أنّ الإدارة ستعود إلى مركزيتها التامة وما سيرتب إلى كل منطقة ‏بالنسبة إلى أحوالها ووضعها السياسي يكون مختصًّا بالناحية السياسية فقط، ويجب أن‎ ‏يبقى ضمن الأعمال السياسية، فيكون لكل منطقة شعبة سياسية ذات واجبات معّينة تهتم بالوضع السياسي والحركات السياسية في المنطقة، ويكون مرجعها المكتب السياسي المركزي. فإذا لم يكن ممكناً قدومكم مع بعض الرفاق العاملين للبحث في عمل‎ المؤسسة السياسية ودرس الحالة الإدارية - السياسية في المنطقة، فأطلب أن تدلوا بمعلوماتكم واقتراحاتكم في تقرير أو كتاب يتناول النقاط الضرورية لمعالجة الحالة ولشقّ طريق العمل القومي الاجتماعي وتوسيع نطاقه في المنطقة الفلسطينية.
الآن وقد انتهت مهمتكم في عمل المفوضية التي ألغيت أهنئكم باستحقاق بما قمتم به من مجهودات الأعمال لخير القضية القومية الاجتماعية وتقدّم الحركة القائمة بها.
وأنتظر أن يستمر تعاونكم المقدّر أن تؤدوا نتائج جديدة عن طريق الترتيبات التي ستقرر.
إقبلوا سلامي القومي. ودمتم للحق والجهاد. ولتحيى سورية.

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.