إلى يعقوب ناصيف

6/2/1940

حضرة المواطن السيد يعقوب ناصيف،
أيها السوري الحي الروح،
وردني كتابك الأول وأنا في حالة صحية لا تمكنّي من الجواب عليه، فكلفت مرافقي الأمين خالد أديب مخابرتك ففعل. ثم ورد إليه كتابك المؤرخ في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي فأطلعني عليه. ولقد كان سروري كبيراً باستعدادك الشخصي الجيد ليقظة الوجدان القومي فيك، بعد أن كان شعورك الوطني حياً منذ البدء. فأهنئك بهذه الروحية التي يمكن أن يحسدك عليها الكثير من الشباب. وبهذه المناسبة أجيبك على مسائل معيّنة وردت في كتابك الأخير وتتعلق بعضوية الحزب السوري القومي.
صحيح أن الحزب السوري القومي يعد كل عضو من أعضائه جندياً، وأن نظامه انضباطي يشمل الطاعة ولكنه، مع ذلك، ليس عسكرياً محض، فأعماله المدنية الثقافية والإدارية والإذاعية والسياسية والاقتصادية لا يمكن أن تجعله مجرّد جيش حربي.
إن الحزب السوري القومي هو حركة حياة أمّة بأسرها. أي إنه يتناول كل نواحي حياة الأمة.
والحقيقية في قبول أعضائه أنه يحدد قاعدة القبول بوجوب كون طالب الانضمام لا يتجاوز الأربعين من عمره ولا يقل عن الثامنة عشرة. ولكنه لا يمنع دخول من هم فوق الأربعين منعاً قاطعاً.
ولكن قبول من هم فوق هذه السن يتطلب ترخيصاً رسمياً من مراجع الحزب ذات الصلاحية.
والسبب في تحديدنا سن الأربعين ليس تقريرنا الاقتصار على الصالحين للجندية. بل تقريرنا تجنب أخطار فتح الباب ليدخل كل من صرف مدة طويلة من حياته في التقلب والتلون السياسي والعقائدي وفي سلوك مسائل الشركات السياسية التي لم يكن لها هدف غير غش الشعب والمتاجرة به، فيكونون ماهرين في التلاعب وخدع الأعضاء السليمي النية وإيجاد الفساد في الحركة القومية.
إن من كان في مثل روحيتك يرحب الحزب بانضمامه إلى صفوفه، وما زال قد بلغ أمرك إليّ فأني أجيز دخولك، ولمّا كان مكانك داخلاً ضمن نطاق مركز توكومان فيمكنك مخابرة الرفيق إسكندر مسوح على عنوان الرفيق جبران مسوح.
أما الرفيق جبران فهو الآن في بوينس آيرس وقد تطول إقامته فيها، ولكن يوجد في توكومان من يمكنه الاهتمام بأمرك.
أتمنى لك كل توفيق في حياتك القومية وفي أعمالك، واقبل سلامي.
ولتحيى سورية!

 

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.