18/1/1941
حضرة مدير فرع توكومان،
منذ نحو ثلاثة أشهر ونيف أرسلت إليكم نسخة من كتاب مسهب موجه إلى أحد المنفذين العامين يشتمل على خلاصة الصلاحيات والمسؤوليات والأنظمة المختصة بالمنفذيات والمديريات. وكان الغرض من إرسالها إليكم إيقافكم على الواجبات التي يترتب عليكم القيام بها والمسؤوليات التي عليكم تحمّلها، كما على الصلاحيات التي يحق لكم ممارستها.
ومن مراجعتكم النسخة المذكورة يتضح لكم أنه يترتب عليكم رفع تقرير كامل مفصّل بالأعمال والمشاريع اتي قمتم بها، فضلاً عن الاجتماعات التي عقدتها مديريتكم والأبحاث التي دارت فيها، وعدد الجلسات التي عقدتها هيئة المديرية والأمور التي تناولتها بالنظر والبتّ، ومجموع الجباية والشؤون المالية والإذاعية وغيرها. ويجب، أيضاً، أن يشتمل التقرير على ذكر كل ظاهرة روحية أو غيرها بدت في مجموع المديرية.
وقد استغربت أنه حتى الآن لم يردني، حتى ولا علم وخبر بتسلّمكم النسخة المشار إليها وعزمكم على تطبيق الأحكام الواردة. وقد مر على تأسيس مديريتكم سنة وبضعة أشهر، وحتى الآن لم يردني تقرير مفصّل يوقفني، أو يوقف أي مرجع أعلى، على حالة مديريتكم من الوجهات الروحية والإدارية والإذاعية والمالية والعملية. وكنت أتوقع أن أجد، حال عودتي من كوردبة، تقريراً عن مديريتكم وأحوالها عملاً بواجبات وظيفتكم وها الأيام تمرّ تباعاً وأنتم في توكومان في شبه حصار أو في حال إهمال أو فوضى. وهذه الحالة يجب ألا تستمر طويلاً.
بلغني أنكم، أو بعض أعضاء هيئة الإدارة عندكم، تسألون لماذا لا يجيب الزعيم على كتاب أو كتابين أرسلا من عندكم. فأفيدكم أنه ليس متوجباً على الزعيم أن يجيب على كل سؤال أو كتاب يرسله إليه مدير. وإنه يجب على المدير تنفيذ ما يرده من التعليمات والتوجيهات بدون تردد، إلا إذا منعه مانع لا سلطة له هو عليه.
وأفيدكم، فوق ذلك، أنه ليس من شأن مكتب الزعيم الاهتمام بشؤون المديريات. فهذه يهتم بها المنفّذ العام وهيئة المنفذية، ولتعذّر وجود الأشخاص المؤهلين لهذه الوظائف هنا كان مكتب الزعيم يهتم، ما أمكنه، بتلبية مطاليب المديريات الهامّة وتعهّد أهم حاجاتها بقدر ما تسمح شؤون مكتب الزعيم في ظروفه الحاضرة وصحة الزعيم.
وبلغني أيضاً أنّ بعض الأعضاء في مديريتكم أخذوا يهتمون ويضجون لخبر وردهم يتعلق بحياتي الخصوصية، وهذا أمر خطير جداً أتعجب من سكوتكم عليه تجاهي، وأنا قد وضعت ثقتي بكم. فأنا أريد أن أعرف مَنّ من الأعضاء أو من الناس له أي شأن في حياتي الخصوصية، ومَنْ من الموظفين المسؤولين تجاهي له أي حق في التدخل في شؤوني أو في شؤون مكتب الزعيم.
ليس في وسعي اعتبار ما يجري في توكومان من المخالفات للقانون ومن إهمال الواجبات القانونية ومن الاهتمام بما لا يعني أحداً، لا من الوجهة القانونية ولا من ا لوجهة الحقوقية ولا من الوجهة الشخصية. وقد أرسلت إلى أحد أعضاء هيئة مديريتكم، المذيع، جبران مسوح جواباً على كتاب أرسله إليّ يقول فيه: «إنّ خبر خطبة الزعيم أوجد هزة بين أعضاء توكومان» وأشرت في كتابي بوجوب عقد اجتماع عام مستعجل لجلاء الموقف. واستغرب أنه حتى الآن لم يعمل بإشاراتي، ولمّا كان الموقف يتعلق بيمين العقد الحزبي وبالقانون وجاوز كل حدود حتى بلغ إلى كرامتي الشخصية بصفتي رجلاً حراً قبل كل شيء، فإني أطلب منكم رفع تقرير مستعجل إليّ يوقفني على جلية الحالة عندكم وعلى موقف كل عضو من أعضاء مديريتكم. وإذا كان ذلك ليس بإمكانكم فأريد أن أعرف هذا منكم في مدة لا تتجاوز أربعة أيام على تسلّمكم هذا الكتاب، أي أن تكتبوا إليّ ضمن هذه المدة.
واقبلوا سلامي القومي ولتحيى سورية .