إلى منفذية المكسيك


11/2/1941

بلاغ من مكتب الزعيم:
أنشأ الزعيم بنفسه جريدة سورية الجديدة حين كان في سان باولو، البرازيل، بعد التفاهم الذي جرى بينه وبين السيدين فؤاد وتوفيق بندقي على أن يدخلا شريكين مضاربين، مطواعين ويكون لهما معدل معيّن من الأرباح، دون أي تدخّل في إدارة الجريدة أو سياستها أو كتابتها فيكون الزعيم ولي أمر الجريدة يدير سياستها وكتابتها وفاقاً لسياسة الحزب ومصلحة القضية القومية التي يعطيها التعبير الصحيح. وقد أصدر الزعيم قراراً بإلحاق الجريدة بعمدة إذاعة الحزب السوري القومي التي عينت لها شعبة مراسلة في الوطن. وقام الزعيم بنفسه بكتابة أهم مقالاتها السياسية وأرسل تعليماته إلى جميع فروع الحزب بقراءة سورية الجديدة وتعميمها. ولم يتوقف الزعيم عن هذا العمل، إلا بعد العدد الثالث منها، بسبب توقيفه في البرازيل، ثم عاد إليه بعد رفع الحجز عنه. ولكنه في السنة الماضية أخذ يشعر أنّ هنالك إرادة خفية تتدخل في سياسة الجريدة وتنشر ما لا يلتئم مع خطة الحزب السوري القومي ومع التوجيهات الخطية التي أرسلها الزعيم إلى «مجلس إدارة سورية الجديدة» الذي أنشأه الزعيم لتأمين محافظة الجريدة على الغرض الذي أنشئت لأجله، حتى توصلت هذه الإدارة، في أواسط السنة الماضية، إلى منع تنفيذ تعليمات أرسلها الزعيم إلى الجريدة تتعلق بقضية سياسية هامة للحزب. فلما رأى الزعيم الموقف بلغ هذا الحد قرر، حرصاً على مصلحة الحزب والقضية القومية التي يضطلع بها، اتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف كل تدخّل عند حده وكان في جملة هذه التدابير حجز أبدال اشتراكات الجريدة عن إدارة الجريدة وتحويلها إليه إلى أن تنجلي القضية عن حل نهائي. ولم يذع الزعيم بياناً على القوميين في هذا الصدد اعتماداً على تقاليد الثقة التامة بتدابير إدارة الحزب العليا، ولأن مثل هذا البيان كان يكون، قبل الآن، سابقاً لأوانه.
وبفضل تدابير الزعيم الجازمة أمكن المحافظة على حقوق المنظمة السورية القومية. فقد قضى على التدخل الذي أنزل أضراراً جسيمة بسياسة الحزب في السنة الماضية. ولكي لا يبقى سبيل لحصول مثل هذا الخلل في المستقبل فسخت شراكة الرفيقين فؤاد وتوفيق بندقي وذلك وفاقاً لرغبتهما وحرصاً منهما على سلامة وحدة الإدارة في الجريدة. وقد توقفت سورية الجديدة عن الصدور منذ أول السنة الحاضرة لإتمام المعاملات وإيجاد الإدارة الجديدة. فتم ذلك واستدعى الزعيم الرفيق، المذياع العام، وليم بحليس من ولاية مينس إلى سان باولو وأمره بتسلم إدارة الجريدة ففعل. وقد عادت سورية الجديدة إلى الصدور بإدارة الرفيق المذكور ابتداءً من الثامن من شهر فبراير/شباط الجاري.
والفضل في إعادة الأمور إلى مجراها عائد إلى نظام الحزب السوري القومي وحسن تنفيذ المسؤولين. ولم يحدث أي تقصير في أي فرع من فروع الحزب في المهجر، إلا في مديرية توكومان المتصلة، مؤقتاً، رأساً بمكتب الزعيم.
وبما أنّ أمور سورية الجديدة قد عادت إلى مجاريها القانونية فقد ألغي الحجز على أبدال الاشتراكات العائدة إلى إدارتها وأصبح يجوز لجميع القوميين العودة إلى إرسال المترتب علهيم من بدل الاشتراك إلى مديرها الجيد الرفيق وليم بحليس على العنوان الذي يعطى في عدد سورية الجديدة الصادر في 8 فبراير/شباط الحاضر.
وفي هذه الأثناء، ولتدارك خلل الإذاعة الذي أحدثته مظاهر سورية الجديدة اللاقومية في السنة الماضية، أنشأ الزعيم في بوينس آيرس جريدة الزوبعة لتكون الجريدة الشبه رسمية للحزب السوري القومي ويكون مشارفاً عليها بنفسه. وعين مديراً عملياً لها، أولاً، الرفيق فريد نزها. ثم عاد فعين في مكانه الرفيق جبران مسوح، على أنّ مرجع الزوبعة الأعلى هو الزعيم نفسه لتأمين كون هذه الجريدة معبة عن توجيهاته وخططه ويكون الرفيق جبران مسوح كاتباً رئيسياً فيها ضمن اختصاصه ومدير أعمالها وقيّماً على علاقاتها مع المشتركين.

 

المزيد في هذا القسم: « إلى وليم بحليس إلى وليم بحليس »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.