30/4/1941
رفيقي العزيز وليم بحليس،
أريد بهذا الكتاب، أولاً أن أثبت لك كتابي المرسل يوم الاثنين، أول أمس، خصوصاً ما تعلق بأمر الرابطة. فالقاعدة في هذه المسألة هي كما في غيرها من المسائل التي يتناولها الحزب السوري القومي: لا مهادنة ولا مصالحة إلا وأعلامنا خافقة فوق حصون الأعداء.
ولكن يجب استعمال لهجة عليا في هجومنا وعدم التنازل للرد على السخافات. يجب الاقتصار على النقط الهامّة والقول المدعوم بالحجة الدامغة والوثيقة الثابتة، ثم الترفع عن المماحكات والمجادلات الصبيانية.
ثانياً لأقول إنّ مسألة ترتيب الجريدة وتبويب المقالات ليست مسألة «تصفيح الجريدة» ولا شأناً من شؤون الطباعة، بل ناحية هامّة من نواحي التحرير والإذاعة. وترك هذا الأمر للناحية الطباعية غلط، لأنّ نظرة الطابع تختلف، باعتباراتها، عن نظرة المحرر أو المذياع. ذلك يرى حسن المظهر التجاري للجريدة، وهذا يرى قوة مظهرها النفسي.
وقد تألمت كثيراً في الماضي من سيطرة النظرة الطباعية ـــ التجارية على هذا الجهاز الإذاعي القوي للنهضة في البرازيل وسائر أميركا. فيجب أن تتولى هذا الأمر بنفسك.
قلت إنّ الجريدة لا «افتتاحية» تقليدية، ثابتة لها، بل لها مقالات رئيسية تنشر في باب «رأي سورية الجديدة»، ويمكن هذا الباب أن يشكّل الصفحتين 4 ـــ 5 أو 4 ـــ 6. وإنّ الصفحة الأولى تخصص للمقالات الخارجية الممتازة والحوادث الهامّة والتعاليق الفوق العادة ولمقالات الزعيم، خصوصاً، التي يتناول فيها بحثاً هاماً في الشؤون الحاضرة أو في نظرية أو مذهب له خطورته. ولكن هذا لا يعني أنه ممنوع بالمرّة نشر مقالات إدارة التحرير في هذه الصفحة، بل يعني أنه يجوز أيضاً أن تتخذ إدارة التحرير الصفحة الأولى، حين لا تكون مشغولة ببحث هام للزعيم الذي يجب أن يكون دائماً في رأس الصفحة، وسيلة لإثبات مقال لها تريد أن توجه إليه الأنظار بصورة فوق العادة.
هذا ما عنيته فتبصّر به.
متى وردتني أعداد الرابطة فقد أجد من المناسب أن أكتب بنفسي مقالاً وافياً يضع حداً لترهاتها وأكاذيبها، ويظهر للناس حقيقة هذه «الجمعية» الغريبة التي أسستها أنا نفسي وتركتها عند وقوفي على غايات الأفراد الذين انضموا إليها.
سلامي القومي لك وللعائلة وللرفقاء. ولتحيى سورية .
بعد: المقالان 13 و14 من «جنون الخلود» ينشران في الصفحة الأولى من سورية الجديدة وقد وقعت في 13 غلطاً أهمها سقوط لفظة «النبي» من عبارة رشيد الخوري في قوله: «وقد قدّمه النبي على شريعته» فيجب إثبات كلمة النبي في الجملة.
وهنالك آية نسبت إلى سورة الناس وهي من سورة النساء فيجب تصحيح النسبة حين نشر المقال ثانية في سورية الجديدة وهي الآية «لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون»، الخ. فتقول «ومن سورة النساء»: بدلاً من «ومن سورة الناس».