إلى وليم بحليس

 21/7/1941


رفيقي العزيز وليم بحليس،
وصل البريد الجوي وتسلمت رسالتك هذا الصباح، حسب العادة. ومعها العدد الأخير من سورية الجديدة.
الدَّين: يمكن تصفيته تدريجاً مع الوقت والسعي لجمع الاشتراكات المتأخرة. وإني أترك لك الاهتمام بتدبير ذلك. ولكن أوصيك بعدم تعنيف أعصابك كثيراً فهي لازمة لأمور أخرى أهم.
احتجاب الجريدة: إذا نفّذ الأمر ولم يمكن الإبقاء على سورية الجديدة باللغة السورية فيمكن أن تتعزى الجالية بأنها لم تتوقف حتى كانت قد أحدثت تغييراً كبيراً في الرأي العام وفي نفسية السوريين المهاجرين. أما نحن فنتابع عملنا بوسائل أخرى. ولست أدري إذا كنت قد درست مع أحد إمكانية إصدار الجريدة بصفحات أقل أو أكثر باللغة البرازيلية. وهل ستصدر صحيفة أخرى سورية، باللغة البرازيلية. وماذا سيحري «للعصبة الأندلسية» ومجلتها وكيف سيتخلى أفرادها عن هدف «التجدد». وفي أية جرائد أو مجلات سنعود نقرأ «فلان من العصبة الأندلسية»؟
الزمان: لا أدري لماذا اهتمت سورية الجديدة لهذه الجريدة التي تصدر هنا ومعظم الجالية يجهل وجودها. ففي المرة اولى نقلتم لها أفكاراً أخذتها عن الزوبعة ثم في العدد قبل الأخير قامت سورية الجديدة تهاجمها1 دون عشرات الصحف غيرها التي قالت قولها، فكانت النتيجة أنّ هذه الصحيفة قامت تنبح على الزعيم ظنّاً منها أنّ الزعيم أوعز بمهاجمتها. وقد [كان] لاهتمامكم المرّة الأولى وجه مقبول، ولكن في المرّة الثانية خالفتم قاعدة أساسية لا بأس من إيرادها هنا نظراً لفائدتها: لا يحسن أو يجوز لجريدة قومية تابعة لنظام واسع أن تتناول مسائل مؤسسات وأشخاص قطر غير قطرها إلا إذا كان ذلك القطر خالياً من مؤسسة صحافية إذاعية قومية. فإنّ معالجة المسائل الموضعية تكون من شؤون المؤسسات الموجودة في المكان، إلا إذا صدرت تعليمات خاصة بغير ذلك. فبما أنه يوجد في الأرجنتين جريدة سورية قومية لم يكن من الأصول أن تتناول سورية الجديدة شؤون دائرة هذه الجريدة، إلا إذا وجهت إليها المراجع العليا إيعازاً بذلك. فإنّ كل مؤسسة تتخصص بدائرتها وتصير أخبر بمعالجة شؤونها. ولو كنت أشاء، لسبب ما، أن تتولى سورية الجديدة معالجة الزمان، وغيرها لأرسلت تعليمات وتوجيهات بذلك.
لا تنسَ مسألة الأوراق الموجودة عند جميل صفدي. وكنت أود أن أحصل على مجموعة الجريدة قبل غيرها، ويا ليتك أرسلت هذه مع نديم عبود.
أرسل إليك مع هذا الكتاب نسخة العدد الأخير من الزوبعة. وقد كتبت هذا الكتاب في الفراش. فمنذ السبت وأنا ألزمه بسبب «أبو الركب»، أو «غربيّ». ولكني أحسن نوعاً اليوم. سلامي لك وللعاملين. ولتحيى سورية .
ملاحظة: لست مستعجلاً جداً في مسألة الرفيق المنفّذ العام ولكني دائماً أعدّ الخطة قبل الوقت.
[رسالة غير مؤرخة في الأصل].

المزيد في هذا القسم: « إلى وليم بحليس إلى وليم بحليس »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.