إلى إبراهيم طنوس

6/8/1941


رفيقي العزيز إبراهيم طنوس،
تسلمت رسالتك غير المؤرخة التي تحمل رسوم البريد بتاريخ 21 يوليو/تموز الماضي. ثم تسلمت مؤخراً رسالتك الثانية بتاريخ 27 يوليو/تموز وفيها جواب المنفّذ [نجيب] العسراوي إليك. واليوم تسلمت غلافين منه فيهما كتابان وتقرير كان أرسله ليوضع في البريد الجوي من بلو أورزنتي ولكنه لم يرسل، على ما يظهر.
إنّ روحية المنفّذ العام لم تتغير فهي في اطراد قومي واضح، وهذا يسرّني لأنه يقرّبه إلى التعاون العملي والسياسي. وقد كتبت إليه الآن وأفضيت إليه بمعلومات سياسية هامّة، وقلت له إنه يحسن أن يطلعك عليها ويطلع عليها الرفيق ناظر الإذاعة [وليم] بحليس، لأنّ الاطلاع عليها يجعلكم تدركون أهمية الأمور وخطورة الموقف. ومن أهم المعلومات أنّ الحكومة الإسبانية كانت قد أرسلت تعرض عليّ عقد المؤتمر القومي في أية بقعة من بلادها. ولكن بقيت مسألة النفقة لأعضاء المؤتمر، ونظراً لضعف الحركة وبطء الأعمال لم أتخذ أي تدبير عملي في هذا الصدد، والمخابرة لا تزال جارية. وقد ترسل الحكومة فتقدم تسهيلات للنفقة للمدعوين. وأنا أعلم غرض الحكومة الإسبانية وأرى أنه يمكن استخدام غرضها. وهنالك معلومات أخرى تتعلق بدولة أولية [ألمانية] كانت قد وجهت بناءً على معلومات غير مضبوطة قدّمها إليها أحد الرفقاء حيث تصدر جريدة الرسائل، تعليمات إلى مفوضها في الريو للاتصال بي. وقد سافر أخي إلى الريو، ولكن المكلف كان غائباً، فترك له كتاباً ولم يحصل على جواب منه وهو معقول. فإذا لم أتمكن من السفر قريباً إلى البرازيل بصفة نزهة أو سياحة، ولم يتمكن أحد منكم من القدوم لمقابلتي، فسأرسل توجيهات إلى الرفيق العسراوي وتعليمات للسفر إلى الريو والاجتماع بأخي هناك الذي أرسل إليه ليوافيه إليها، لإعادة الاتصال.
أخبرت المنفّذ العام وناظر الإذاعة أنّ معاملات قانونية إقامتي في هذه البلاد قد أوشكت للانتهاء، وإذا حصلت في هذين اليومين على تذكرة الهوية فسأسعى سعياً حثيثاً للقيام بسفرة إلى البرازيل للاجتماع بكم. وإذا لم أوفق من هذه الناحية فلعلي أوفق بالقيام برحلة نهرية إلى محطة «كورمبا ماطو قروصو» بشرط أن توافوني إلى هناك. وسأطلعكم على ما يصل إليه مسعاي في حينه.
إنّ مسألة اجتماع عام يحضره المسؤولون للنظر في التدابير والوضعية هو هام جداً لتفاعل الأفكار والإمكانيات وتنشيط الروحية والأعمال، فلا تتأخر في سعي له.
كن موفقاً وعسى أن تكون أحوالك الصحية والعائلية قد تحسنت. ولتحيى سورية.

المزيد في هذا القسم: « إلى وليم بحليس إلى وليم بحليس »

أنطون سعاده

__________________

- الأعمال الكاملة بأغلبها عن النسخة التي نشرتها "مؤسسة سعاده".
- الترجمات إلى الأنكليزية للدكتور عادل بشارة، حصلنا عليها عبر الأنترنت.
- عدد من الدراسات والمقالات حصلنا عليها من الأنترنت.
- هناك عدد من المقالات والدراسات كتبت خصيصاً للموقع.