بعد 14/8/1941
بعد إرسالي كتابي الأخير الموجه إليكم بصفتكم المنفّذ العام لفرع المكسيك بأيام، وردتني بطاقة دعوة لحضور زفافكم على الرفيقة الجميلة النفس ألماس صعب فسررت جداً لذلك، وتمنيت لو كنت حاضراً بنفسي عقد فقرانكما لتكون تهنئتي الحارة لكما عن قرب ومرفوقة بضغط يديكما.
هذا الكتاب يحمل تهنئتي الحارة إليكما وتمنياتي بأن يكون زواجكما فاتحة عهد سعادة عائلية، تساعدكما على زيادة النشاط القومي، وتتميم واجبات الجهاد على أفضل وجه. ولا أشك في أنكما تشعران هذا الشعور، وأنكما ستجعلان هذا الهدف نصب أعينكما دائماً، لأنكما قد برهنتما في حياتكما القومية الماضية عن شعور قومي حي وإدراك لمتطلبات الجهاد القومي.
إنّ الحياة للسوري القومي وللسورية القومية تختلف في معناها ومثلها العليا وأغراضها عن الحياة للذين لم يعرفوا الشعور القومي الصحيح ولم يدركوا معنى العقيدة القومية. والحياة الزوجية للاقوميين هي الغرض الأخير من وجودهم، بل القبر الذي يدفنون فيه حيويتهم ومسؤولياتهم القومية وحميتهم. فبعد زواجهم لا يعود يرجى منهم نفع لعقيدة أو حركة. وليس هذا معنى الحياة الزوجية للقوميين. فالعائلة عند هؤلاء أمر مقدس يعزز الرجولة والفضائل الإنسانية السامية، ويرفع الحياة الروحية، ويقوي معنى الاشتراك الروحي والعمل في الحياة. الزواج ليس الهدف الأخير لحياة القومي أو القومية، بل طريق الحياة القومية الصحيحة إلى أهدافها السامية، فعليها يقوى الشعور بالمسؤولية وتشتد عوامل التضحية وتنشط دوافع امتزاج الحياة الفردية بمجرى حياة العائلة والشعب، فيصير المرء أشد شعوراً بالكرامة القومية التي لكيان عائلته نصيب فيها.
أتمنى لكما التوفيق وازدياد التفاهم وقرّة العين.
واقبلوا يا حضرة الأمين سلامي وبلّغوه قرينتكم الرفيقة ألماس. ولتحيى سورية .