14/9/1943
إلى الرفيق نعمان ضو،
كوساتي ـــ سان خوان
رفيقي العزيز،
أتأسف كثيراً لأني لم أتمكن هذه المرّة أيضاً من إعطاء جواب سريع لكتابك الأخير المؤرخ في 23 أغسطس/آب الماضي. فقد كنت منهمكاً بأعمال نقل عمل طبع الزوبعة من المطبعة التي كنا نعمل فيها إلى مطبعة «السلام» حيث تطبع الآن بينما تصل مسألة مطبعة خاصة إلى حلّ. ثم إنّ الأعمال الحزبية زادت هنا في المدة الأخيرة بعد انضمام بعض العناصر الجيدة والقادرة. وهذا مكنني من اغتنام الفرصة لإعادة تشكيل إدارة «الجمعية السورية الثقافية» التي تسعى الآن لاتخاذها مركزاً خاصاً بها في بقعة متوسطة المدينة. وإني مهتم الآن بتشكيل منفذية قانونية لفروع ولاية بوينس آيرس التي هي على ازدياد وتقدم. وقد سررت كثيراً بعزمك على زيارة بوينس آيرس بعد توجهك إلى مناطق الشمال، ويمكن أن يكون لوجودك هنا مدة أثر طيب.
العريضة كما وضعتها جيدة، ولكنها قد تحتاج إلى بعض التعديل لتجيء أقوى من الوجهة الإنترناسيونية، وإني أضع في ما يلي صورة أخرى لها هكذا:
«إلى معالي زعيم النهضة السورية القومية، الأستاذ أنطون سعاده المحترم:
في هذه الظروف العصيبة التي تؤثّر في غالب أمم العالم، وخصوصاً في أمتنا السورية ووطننا سورية الجغرافية والتاريخية الموضحة في مبادىء النهضة القومية التي تقودونها سعادتكم، نتشرف نحن السوريين المغتربين الواضعين إمضاءاتنا أدناه بإعلان تأييدنا الكلي للوحدة السورية القومية التي أعلنتها سعادتكم، رافضين ومحتجين على كل تقسيم سياسي لوطننا وكل محاولة، أيّاً كان مصدرها، لتغيير حدود سورية القومية، مفوضين إليكم التكلم باسمنا والتعبير عن إرادتنا في الدفاع عن الوحدة السورية القومية والوطنية والمطالبة بحقوق أمتنا التي هضمتها معاهدات فرض تنفيذها على أمتنا من غير أن يكون لها رأي فيها، والقيام بجميع التدابير الإنترناسيونية اللازمة لضمان نجاح غاية الحركة السورية القومية المعلنة في مبادئكم الرامية إلى وحدة سورية واستقلالها وسيادتها ورقيّها. وإننا نعلن لسعادتكم ثقتنا المطلقة بقيادتكم الصحيحة الثابتة، وتصميمنا على تأييدكم وتأييد حركتكم في جهادكم من أجل الأمة السورية وحقوقها وكرامتها. ونحييكم باحترام وتقدير هاتفين: لتحيى سورية مستقلة، عزيزة».
النص المتقدم هو ما أراه أقرب إلى الشكل الحقوقي والسياسي الذي يكسب العريضة قيمة جلية وقوة كبيرة. ويمكن تعميم هذه العريضة في كل مكان. وبعد النجاح الأول يمكن تأليف لجنة مركزية لطلب التأييد العام.
النداء: الذي أرسلت صورته لا أجده مجدياً في هذه الظروف، خصوصاً وأنّ الزعيم قد وضع حتى الآن عدة نداءات منذ قبيل الحرب. ولكن فكرتك جاءت موافقة لما كنت أبديته للرفيق جبران مسوح قبيل سفره إلى توكومان بوجوب وضع نداء يمضيه هو والرفقاء جواد نادر، نعمان ضو، بشير خفاجة، عبد الله جروج، يوسف رحمون العيط، خليل سعاده، خليل الشيخ. ويمكن إضافة بعض[......] النداء صادراً عن هؤلاء الأشخاص جميعهم وبأسمائهم، وبلهجة صريحة، قوية يخاطب السوريين المغتربين عامة ويقابل بين مبادىء نهضتنا وبلبلة الزمن العتيق، ويدعو الجميع إلى ترك القيل والقال والإقبال على الحق والنظام، وتأييد الحركة القومية الاجتماعية تأييداً معنوياً، ومادياً تامّاً مطلقاً.
وقد كنت قدّرت أنّ غياب الرفيق مسوح في توكومان لن يطول، ولكن الظروف التجارية الطارئة جعلته يؤخر عودته إلى بوينس آيرس. وفي كل حال، بعد أن أفرغ من التنظيمات الآخذة مجراها، وبعد طبع الصراع الفكري الذي هو الآن في المطبعة، سأهتم لتحقيق هذا النداء الذي يكون أقوى وقعاً في النفوس ويمهد السبيل لأي نداء أو دعوة مقبلة يريد توجيهها الزعيم.
الهدية اللذيذة وصلت. أتمنى لك التوفيق في رحلتك. زوجتي تشترك معي في إهداء العائلة السلام، وسلام من صفية لهند. وأود أن أراك قريباً هنا. ولتحيى سورية .