23/1/1944
رفيقي العزيز،
وصلت إلى بوينس آيرس، وكان بانتظاري على المحطة أعضاء هيئة المنفذية، وابن عمي جورج [المير] الذي أخذني في سيارته إلى البيت.
في صباح اليوم التالي ذهبت إلى دائرة الامتيازات وعرضت طلب الامتياز الذي وضعناه في توكومان، فلم يقبل بسبب عدم كتابته على الطريقة التي تتطلبها القوانين. إذ السطور قريبة بعضها من بعض وفيها بياض، وأنا عندما كتبتها راعيت فيها الشكل المعطى في كتاب قانون التجارة، والظاهر أنّ طريقة الكتابة القانونية في مثل هذه المعاملة لها شكل أصولي يجب التقيد به. أرجعت الأوراق إلى البيت من غير أن يطّلع أحد على وصف المُركّب، وغداً الإثنين سأنزل إلى الدائرة وأطّلع في الناموسية على كيفية إجراء المعاملة بكامل تفاصيلها، وأعود إلى البيت فأضع نصاً جديداً، أذكر فيه لمن الاختراع في الأصل، وانتقال حقوقه إلى الشركة بموجب العقد المسجل، وأقدم الطلب يوم الثلاثاء، إذ الدوام هنا هو حتى الساعة الحادية عشرة صباحاً فقط كل يوم.
كانت جولييت قد وصلت إلى معلومات مفيدة في صدد الآلات، وأمس ذهبت إلى معمل أخبرني خبيره أنّ عنده آلة ضاغطة غير جاهزة كان ابتدأ بصنعها بطلب من آخرين. معدل ضغطها نحو مئة طن ومساحة المسطح الذي يوضع عليه القالب متر واحد في متر واحد طولاً وعرضاً، والخبير يقول إنه كافٍ لوضع قالب طوله 1.22 وعرضه 0.95. فيبقى أحد عشر سنتيمتراً ناتئة من كل جانب من جانبي الطول يتم ضغطها بواسطة القالب نفسه الذي يكون كامل الطول. وسأدرس هذه القضية. والسعر يمكن أن يكون مناسباً. وقد أخذت معلومات عن مصانع أخرى سأزورها في هذا الأسبوع. وقد كلّفت المنفّذ العام الرفيق [إبراهيم] أفيوني السؤال عن موتورات وماكنات مازجة وطاحنة.
أريد أن أعرف الثمن الذي يطلبه مصنع هوفر في توكومان لأقابله على الأثمان هنا.
أتمنى أن تكون الرفيقة نبيهة [أنطكلي الشيخ] بخير، وأن تكون أنت بصحة وصفاء والرفيق [محمد إبراهيم] الكردي في طمأنينة ونشاط. سلامي إلى الجميع ولتحيى سورية .