صدر عن مكتب الزعيم، 24/2/1946
إلى الرفيق يعقوب ناصيف
خوخوي
أيها الرفيق العزير
تسلمت هذا الصباح رسالتك التي وصلت إلى المحل عصر أمس وهو مقفل، وقد وقفت منه على نتيجة تأثير كتابي الأخير إلى المديرية. وأرجو أن لا أحتاج إلى مثله لحمل الرفقاء على الإقلاع عن تناول إسمي وأعمالي يبما هو بعيد عن حقيقتي ومخالف للاحترام الكلي الواجب على الرفقاء نحو شخص الزعيم.
أشكر لك نسخك كتابي وإرسالك قصاصتي صحيفتين فيهما بعص مدلولات مفيدة.
إنّ أمر جواد نادر لا يزال معلقاً لأنّ المنفذ العام والناموس قد جبنا عن تحمّل أية مسؤولية وفعلاً عكس ما طلبت منهما في كتابي أن يفعلا. فقد أوصيتهما بأن لا يتركا المسألة وينظرا ما يجري بين الزعيم وأحد المارقين، فأجابا أنّ قضية جواد تركت ليحلّها الزعيم حين حضوره إلى بوينس آيرس!
وقد تكون مقالة جواد نادر من نوع التهديد بتجريد العبارات القبيحة التي صار كاتباً في جريدة مأجورة ليعرف كيف يستعملها. وهو لا يتورع عن ا ستعمالها في معرض الدفاع عن خيانته إلا إذا وجد جمهوراً ضده أما الزعامة وحكمها في الأرجنتين فيعرف هو أنهما لم تؤثّرا في مركز الخائن بين الناس إلا قليلاً لأن الناس هنا لا يكرهون الخيانة ولا يرذلون الخائنين.
اليوم أكتب مرسوماً بإقالته من وظيفة ناظر إذاعة منفذية بوينُس آيرس، ثم يعامل بالإهمال، وسوف لا نحاول إحداث ضجة له يطلبها ولا يستحقها. فإذا سارت الأمور على هذا الترتيب فيسقط من بين القوميين بلا ضجيج ولا شعور عام. وأرجّح أني سأحلّ هيئة المنفذية أيضاً وأهمل أمرها الإداري موقتاً إلى أن تتبين الوجوه.
أرسل إليك مع هذا الكتاب كتاباً آخر أريد إرساله بالبريد الجوي. أكلّفك بنسخه وكتمان ما فيه وإعادته إليّ مع نسخته بسرعة.
هي قضية أخرى من القضايا الشخصية ولكنها تختلف عن غيرها بنوعها. فإني أستبعد أن يكون فخري المعلوف في درجة المتعيشين الباحثين عن منافعهم. والقضية كما هي مطروحة على بساط البحث هي قضية مبادىء وقضايا فلسفية ودينية وحقوقية، وأستبعد أن تنزل إلى قضية ضجة شخصية سافلة. وإني آسف جدًّا أن يكون منطق الدكتور فخري معلوف قد اختل إلى هذه الدرجة.
في الوقت نفسه إني مسرور بوصول الرفيق غسان تويني، إبن جبران تويني صاحب جريدة النهار والنائب والوزير في لبنان مرات، إلى أميركانية برخصة من الحكومة الأميركانية ليتخصص في جامعة هارفرد في "الفكر السياسي". والرفيق غسان تويني كان يشغل وظيفة وكيل عميد الإذاعة في مركز الحزب ومن العاملين النشيطين، وسيكون لوجوده أثر في تسيير الحركة في أميركانية. وينتظر أن يصل إلى اميركانية رفيق آخر من العاملين الذين شغلوا مراكز إدارية عالية في الحركة.
إعادة إصدار الزوبعة تلاقي هنا صعوبات. فلم اهتدِ حتى الآن سوى إلى آلة "لينتيب"، واحدة صالحة لتركيب الأمهات العربية، وعندما ظننت أنه سيمكن بدء العمل أخبرت أنه ينقض الآلة قطعة لازمة لتحويل عمل المستودع من جانب إلى جانب، ولست أدري هل يجلب أصحاب الآلة هذه القطعة؟ وأرى أن أبحث الآن لعلي أجد آلة أخرى صالحة للعمل.
أرجو أن تكون والعائلة بخير.
كتاب طلب إعفائك من رسم العضوية وصل وسأتخذ المرسوم اللازم في صدده.
سلامي القومي لك وللرفقاء وعائلاتهم. ولتحيى سورية.
ملاحظة:
كل كتاب مثل هذا المرفق بالبريد الجوي يكلّف نحو ثلاثة فاس بالعملة الأرجنتينية و إلى أفريقية الغربية أكثر وقد أصبحت متصلاً بهذين المكانين وستكثر الرسائل بالبريد الجوي. يكفي أن نعرف ذلك ولا حاجة لجعل سيئي الظنون يدركونه، فذلك لا يغيّر قاعدة نظرهم.